Admin Admin
عدد المساهمات : 462 تاريخ التسجيل : 19/02/2010
| موضوع: أخبار الدولة العباسية الأربعاء فبراير 24, 2010 12:40 pm | |
| أخبار الدولة العباسية
الكتاب : أخبار الدولة العباسية أخبار الدولة العباسية وفيه أخبار العباس وولده لمؤلف من القرن الثالث الهجري (عن مخطوط فريد من مكتبة مدرسة أبي حنيفة - بغداد) تحقيق الدكتور عبد العزيز الدوري الدكتور عبد الجبار المطلبي دار الطليعة للطباعة والنشر بيروت مصدر الكتاب : موقع يعسوب [ ترقيم الكتاب موافق للمطبوع ] | أخبار الدولة العباسية- مؤلف مجهول أخبار الدولة العباسية مؤلف مجهول(1/)أخبار الدولة العباسية وفيه أخبار العباس وولده(1/1)أخبار الدولة العباسية وفيه أخبار العباس وولده لمؤلف من القرن الثالث الهجري (عن مخطوط فريد من مكتبة مدرسة أبي حنيفة - بغداد) تحقيق الدكتور عبد العزيز الدوري الدكتور عبد الجبار المطلبي دار الطليعة للطباعة والنشر بيروت(1/3)حقوق الطبع محفوظة مطابع دار صادر بيروت 7 / 9 / 1971(1/4)حدثني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، قال: حدثني قريش بن أنس، قال: سمعت الخليل بن أحمد صاحب النحو قال: إذا نسخ الكتاب ثلث مرار تحول بالفارسية. قال أبو يعقوب: يعني يكثر سقطه. [ الطبري - المنتخب من كتاب ذيل المذيل ](1/5)مقدمة 1 - قبل حوالي عشرين سنة، عثرنا في مكتبة مدرسة أبي حنيفة، في الاعظمية، على مخطوط دون عنوان. ويحوط صفحتي فاتحة المخطوط زخرف جميل، يتخلل أعلاه وأسفله ما يلي: " كتاب فيه أخبار العباس وفضائله ومناقبه، وفضائل ولده ومناقبهم، رضوان الله عليهم أجمعين "، إلا أن وسط الصفحتين خال من الكتابة. والتعريف بالمخطوط دون ذكر العنوان أمر يدعو للتساؤل خاصة حين يلاحظ محتواه. ومع أننا نميل إلى أن عنوان الكتاب هو " أخبار الدولة العباسية " كما سنبين فيما بعد، إلا أننا أبقينا " أخبار العباس وولده " كما جاء في التعريف وكما توحي خطة الكتاب. إن التعريف المذكور يشعر بأن الكتاب يتناول تاريخ الخلافة العباسية، إلا أنه - كما وصل - ينتهي قبيل قيامها. فالمخطوط يتحدث عن العباس، وعبد الله بن العباس، وعلي بن عبد الله، ومحمد بن علي ثم عن إبراهيم الامام ابن محمد بن علي، ونهايته، وهرب أخيه أبي العباس إلى الكوفة قبيل دخول القوات الخراسانية هذه المدينة. وحين يتناول المخطوط سيرة العباس بن عبد المطلب وأولاده المذكورين، يجعل محور حديثه قضية الامامة وموقف العباسيين منها وتطلعهم إليها وعملهم في سبيلها. فهو في حقيقته تاريخ موسع للدعوة العباسية. وقد كتب المخطوط بخط نسخي حسن، ويقع في أربعمائة صفحة وثلاث(1/7)صفحات، من قياس 18 - 25 سم، وتحوي كل صفحة منها خمسة عشر سطرا بمعدل 11 - 12 كلمة في السطر الواحد. ولم يصلنا المخطوط كاملا، إذ تنقصه الاوراق الاولى التي تحوي الديباجة وسيرة العباس إلى خبر وفاته. وينتهي المخطوط بقائمتين: الاولى ب " تواريخ الخلفاء من بني أمية "، والثانية ب " تواريخ الخلفاء من بني العباس رضي الله عنهم ". وواضح أن القائمتين ألحقتا بالكتاب، دون أن تكونا منه، إتماما للفائدة. ولكن القائمة الثانية تدلنا على فترة نسخ المخطوط، ذلك أنها تقف عند " تاريخ خلافة الامام المتوكل على الله أبي (1) عبد الله محمد سنة ثلثة وستين وسبعمائة. وهو الخليفة القوام بعصرنا ". وهذا يحدد زمن كتابة المخطوط بين 763 - 779 ه / 1362 - 1377 م. 2 إن نسخة المخطوط الذي ننشره فريدة، وقد سبق لنا أن عرفنا به قبل عدة سنين 2. ثم نشر الاستاذ بطرس غريازنيويج قطعة مصورة من مخطوط بعنوان " نبذة من كتاب التاريخ للمؤلف المجهول من القرن الحادي عشر ". مع ترجمة وتعليقات بالروسية 3، ثم نشر المخطوط كله مصورا بعنوان " تاريخ الخلفاء للمؤلف المجهول من القرن الحادي عشر " (4). ويهمنا هذا الكتاب لصلته الوثيقة بمخطوطنا، وللضوء الذي يلقيه على بعض مشكلاته. ويتكون تاريخ الخلفاء من قسمين، يتناول القسم الاول منه تاريخ الخلفاء الراشدين، ثم التاريخ الاموي. ويهمنا منه القسم الثاني، وهو ما نشر بعنوان __________ (1) في الاصل: " أبا ". (2) عبد العزيز الدوري ضوء جديد على الدعوة العباسية، مجلة كلية الآداب والعلوم، بغداد 1957 ص 64 - 82. (3) من منشورات: معهد الدراسات الشرقية، آثار الآداب الشرقية، السلسلة الكبرى للنصوص (6)، موسكو 1960. (4) نشر ضمن السلسلة المذكورة أعلاه رقم (11)، موسكو 1967. [ * ](1/" نبذة من كتاب التاريخ "، ويقع هذا القسم بين ص 475 (235 ب من المخطوط) وص 592 (294 أ من المخطوط) من " تاريخ الخلفاء "، ويختص بالعباسيين. يبدأ المؤلف هذا القسم بالبسملة، ويقدم له بديباجة في فضائل الدولة العباسية، ثم يعرف بصلته بالعباسيين، وهي صلة ولاء تعود إلى جده الاكبر (وثاب)، والد المقرئ يحيى بن وثاب، وكان مولى مكاتبا لعبد الله بن العباس (1). وهذه المقدمة تلفت النظر، إذ إن المؤلف اكتفى، حين تناول تاريخ الامويين، بعنوان بسيط وهو " خلافة بني أمية وبني مروان "، وكأنه يشعرنا بأن القسم الخاص بالعباسيين هو كتاب ثان، وهو ينعت هذا القسم مرة ب " أخبار الدولة المباركة العباسية " (2) وأخرى ب " أخبار الدولة الهاشمية العباسية " (3)، مما يوحي بأن عنوانه هو " أخبار الدولة العباسية ". ومع أن المؤلف يلتزم في هذا القسم ب " الايجاز والاختصار " كما فعل في القسم الاول (4)، إلا أنه يضيف إلى ذلك بعدئذ أنه تجنب " التطويل بحديث الاسانيد وذكر أسماء الرجال " (5)، فيلمح إلى أنه يوجز مؤلفا بعينه، وأنه لم يأخذ من " الكتب الكبار والمصنفات الاصول " (6)، كما فعل في تاريخ الراشدين والامويين. وهو يعترف بذلك ضمنا في معرض حديثه عن أبي مسلم، إذ يقول " وله أحاديث وحكايات جرت عليه بمرو ونسا ونيسابور والري، __________ (1) ص 236 ب من صورة المخطوط. وسنشير إلى صفحات المخطوط لتسهل الاشارة إلى الكتابين المذكورين. (2) ص 235 ب. (3) ص 236 أ. (4) انظر ص 236 أ. (5) ص 237 ب. (6) تاريخ الخلفاء ص 159. [ * ](1/9)يشتمل عليها التاريخ الكبير وليس يحتملها هذا المختصر " (1). ويتأكد هذا الاستنتاج بمقارنة هذا القسم بمخطوطنا، إذ نرى أن المؤلف اعتمد على " أخبار العباس وولده " وحده واختصره، ولكن عملية الاختصار لم تعد حذف الاسانيد وبعض الروايات، وأما الباقي فأورده عادة بالنص. وهناك اختلافات بسيطة في بعض التعابير أو الكلمات، لا ندري إن كانت من تصرف المؤلف أو من أثر النسخ، ولكننا نرجح الاحتمال الثاني. وقد مر بنا أن المؤلف يسمي هذا القسم " أخبار الدولة العباسية " في حين أن عنوان الكتاب هو " تاريخ الخلفاء " والفرق واضح ومهم بين " أخبار " و " تاريخ " في علم التاريخ عند العرب. إن ما ذكرنا يجعلنا نتساءل عن أصل مقدمة القسم الخاص بالعباسيين من " تاريخ الخلفاء " أهي ديباجة مؤلف هذا الكتاب، أم انها اقتباس لديباجة " أخبار العباس وولده " شأن باقي الكتاب. ونحن نرجح الاحتمال الثاني، إذ إن من يختصر كتابا بعينه لا يحتاج إلى توضيح لطبيعة الاخبار التي أخذها جملة عن غيره. ويعزز هذا الرأي أن الديباجة تشير إلى حداثة الدولة العباسية حين تنص " مع أن قرب العهد بها واتصال السماع خلفا عن سلف يحملان على زيادة الشرح " (2)، وهو قول يصدق على القرن الثالث الهجري، بالنسبة للكتابة التاريخية، لانه عصر جمع الروايات وتمحيصها على نطاق واسع من قبل الجيل الاول من المؤرخين الكبار، كما فعل مؤلف " أخبار العباس وولده "، ولكنه لا يرد بالنسبة للقرن الخامس الهجري، وهو فترة كتابة تاريخ الخلفاء (3). 3 وبضوء ما مر، فإننا نرجح أن عنوان المخطوط الذي ننشره هو __________ (1) ص 261 ب. (2) ص 2 36 أ. (3) انظر مقدمة غريازنيويج (بالانگليزية) لتاريخ الخلفاء ص 52، وص 53 أمنه. [ * ](1/10)" أخبار الدولة العباسية ". ونحن نلاحظ أن كلمة " دولة " هنا لا تعني بالضرورة الكيان السياسي المفهوم، بل إن مؤلف " أخبار العباس وولده " استعملها بمعني " دعوة " إذ يقول: " إن إبراهيم الامام بن محمد أوصى أبا العباس عبد الله بن محمد بالقيام بالدولة، وأمره بالجد والحركة، وأن لا يكون له بالحميمة لبث ولا عرجة حتى يتوجه إلى الكوفة " (1). ويذكر الازدي أن عبد الله بن علي كان يشجع المسودة قبيل معركة الزاب قائلا: " إنها الدولة التي لا يباريها أحد إلا صرعه الله " (2)، ولا تعني كلمة " دولة " هنا إلا " دعوة " أو حركة مباركة. وينسب الازدي، في رواية، إلى مروان بن محمد قوله لاحد قادته حين استهان بالمسودة: " دع عنك هذا، على ودي أن دولتهم لنا، وأن عسكري معهم " (3). وبصرف النظر عن قيمة الرواية، فإن كلمة " دولة " في هذا النص تقرب في المعني مما ذكر، وقد تعني " الدور ". هذا إلى أن صاحب تاريخ الخلفاء يستعمل كلمة " دولة " مرادفة لكلمة " دعوة " في أكثر من موضع (4). وهذا يعزز رأينا في أن عنوان الكتابة هو " أخبار الدولة العباسية "، ما دامت كلمة دولة تعني دعوة أو حركة. 4 - إن عنوان المخطوط، ومقارنته بالقسم الثاني من " تاريخ الخلفاء " تدل على أنه يبدأ بأخبار العباس بن عبد المطلب (5). ولما كان المختصر كما - __________ (1) أخبار العباس وولده (الاخبار) ص 409. (2) الازدي تاريخ الموصل ج 2 ص 112. (3) نفس المصدر ص 131. قارن بالبلاذري أنساب الاشراف ص 242 (الرباط)، حيث يستعمل " دولة " بمعنى العصر الجديد. (4) قارن ص 289 و 363 من الاخبار ب ص 264 ب و 280 ب من تاريخ الخلفاء على التوالي. (5) تاريخ الخلفاء ص 237 ب. [ * ](1/11)ورد في تاريخ الخلفاء يوازي ربع الاصل وهو " أخبار العباس وولده "، فإن المقارنة بينهما تعطينا فكرة عن الاوراق المفقودة من أول المخطوط. ففي تاريخ الخلفاء تشغل ترجمة العباس أربع صفحات (1)، وهذا يعني أن " أخبار العباس وولده " ترجم للعباس بحوالي ست عشرة صفحة، بقي منها في المخطوط ثلاث صفحات، وهذا يعني أن ما فقد يقع في حدود ثلاث عشرة صفحة. أما نهاية المخطوط فتبدو مبتورة، ولكن الدلائل لا تؤكد ذلك. فمقارنة المخطوط بتاريخ الخلفاء تضعف احتمال النقص، ذلك أن روايات مخطوطنا تنتهي عند الصفحة 290 أ س 10 من تاريخ الخلفاء حيث يبدأ الخبر التالي بالعبارة الآتية: " وروي من عدة وجوه أن أبا العباس..الخ "، وهذا يعني أن مختصر " أخبار العباس وولده " انتهي، وأن مؤلف تاريخ الخلفاء عاد إلى طريقته في الاخذ من عدة مصادر. كما أن مؤلف " الاخبار " في حديثه عن تهيؤ مروان لمواجهة المسودة يقول " وأقام يحشد يريد أن ينهض إلى الهاشمية، وقد أيقن بزوال ملك بني أمية، حتى ظهر أبو العباس (رض) فإنه أول خلفاء بني العباس.." (2)، ولا محل للتعريف بأبي العباس لو تناول المؤلف تاريخ الخلفاء العباسيين. هذا إلى أن إضافة قائمة بأسماء الخلفاء العباسيين، وهي متأخرة، تؤكد أن المؤلف لم يتناول الخلفاء. ويبدو أن النسابين الاولين، مثل ابن الكلبي، لم يتناولوا الخلفاء العباسيين في كتاباتهم، فابن الكلبي يقف في " جمهرة النسب " عند أولاد علي بن عبد الله ولا يتناول أولاد محمد بن علي (3)، وباثنين منهم بدأت الخلافة العباسية، وهذا يجعل وقوف __________ (1) نفس المصدر ص 237 ب 239 ب. (2) الاخبار ص 379. (3) انظر هشام بن محمد بن السائب الكلبي - جمهرة النسب [ مخطوط المتحف البريطاني ] ص 15 - 16. [ * ](1/12)مخطوطنا - وهو موضوع في إطار كتب الانساب - عند نهاية الدعوة أمرا مألوفا. وحين نفحص القسم الاخير من مخطوطنا (ص 189 ب - 202 ب) نراه يبدأ في ص 189 ب، بالبسملة، وأول عنوان يصادفنا هو " جود إبراهيم الامام "، وهو عنوان مكرر ولا صلة له بالمحتوي، ويتبعه بمقتل إبراهيم الامام، وولده، ووصيته لابي العباس وسير هذا ببعض أهله إلى الكوفة. وهذا يشير إلى أن القسم الاخير هو إضافة إلى المسودة الاولى للكتاب تتم أخبار إبراهيم الامام حتى نهايته. وهكذا فإننا نرجح أن المخطوط تام في آخره ولم يسقط منه شئ. 5 إن فقد الاوراق الاولى من المخطوط حرمنا كما يبدو من اسم المؤلف. ولكن دراسة أسلوب الكتاب ومصادره تدل على أنه كتب في أواسط القرن الثالث الهجري. فهو في الاساس كتاب أخبار يعنى بإيراد الاسانيد ويلتفت إلى اختلاف الروايات. ومع أنه يراعي تسلسل النسب في إطاره إلا أنه لم يحافظ بدقة على خط كتب الانساب، إذ إنه لا يعنى إلا بالابن الاكبر. كما أن الاهتمام الخاص بالاسناد يبين الاثر الواضح لمدرسة أهل الحديث في الاسلوب. وتتنوع مصادر معلومات الكتاب حسب طبيعة الموضوع، وتدل على جهد واسع في جمع الروايات. فقد أخذ المؤلف جل معلوماته عن الدعوة من روايات شفوية (1)، وأخذ من مؤرخين سابقين ومعاصرين، وانفرد بإيراد وثائق ومعلومات هامة. أخذ مؤلف " الاخبار " عن مؤلفين معروفين سبقوه - من إخباريين، مثل أبي مخنف (ت، 157 ه / 774 م)، وعوانة بن الحكم (ت، 147 ه / __________ (1) انظر بصورة خاصة ص 257 وما بعدها من الاخبار. [ * ](1/13)819 م)، والهيثم بن عدي (ت، 206 - 7 ه / 821 - 2 م)، والمدائني (ت، 235 ه / 850 م)، وعن مؤرخين كالواقدي (ت، 207 ه / 823 م) ونسابين مثل هشام بن محمد بن السائب الكلبي (ت، 204 - 206 ه / 819 - 821 م)، ومصعب الزبيري (ت، 235 ه / 850 م) وغيرهم مثل محمد بن سلام (ت، 231 ه / 845 م). واتصل بمعاصرين وأخذ عنهم مثل محمد بن شبة (ت، 262 ه / 875 م) والعباس بن محمد الدوري (ت، 271 ه / 881 م)، والمبرد (ت، 285 ه / 898 م)، ومحمد بن يحيى بن جابر البلاذري (ت، 279 ه / 293 م). وقد أخذ روايات المعاصرين بأسانيدها، وخير مثل لذلك ما رواه عن البلاذري فهو يعطي رواياته بإسناد متصل، ولذا تختلف سلسلة الاسناد أحيانا عما جاء في كتاب أنساب الاشراف للبلاذري (1)، أو يعطي إسنادا حين لا يوجد إسناد في رواية أنساب الاشراف (2)، أو يورد نصا يختلف لحد ما عن النص الوارد في أنساب الاشراف (3) مما يدل على أنه روى عنه مباشرة. وانفرد المؤلف بمعلومات عن بداية الدعوة (حتى سنة 100 ه)، وعن بعض أحداثها وأسرارها، كما أورد قوائم مفصلة بأسماء النقباء والدعاة في خراسان ومراتبهم وتنظيماتهم. ويبدو أنه أخذها من الحلقات الداخلية لرجال الدعوة، إذ استقى الكثير منها من رؤساء الدعوة ومن الدعاة البارزين فيها، مثل سالم الاعمى عن ميسرة النبال (4) وبكير بن ماهان، وموسى السراج، __________ (1) قارن الاخبار ص 143، بالانساب ق 1 ص 561 (اسطنبول)، والاخبار 228 بالانساب ق 1 ص 566. (2) قارن الاخبار ص 163 بالانساب ق 1 ص 568. (3) قارن الاخبار ص 164 بالانساب ق 1 ص 566، والاخبار 229، بالانساب ق 1 ص 566. (4) الاخبار ص 186 وص 188 وص 189. [ * ](1/14)وأبي مسلم الخراساني، وإبراهيم بن سلمة (1). والظاهر أن أخباره عن نشاط أبي مسلم في خراسان وعن نشاط المسودة العسكري بقيادة قحطبة وانتصاراتهم، تعتمد على هذه المصادر وعلى أناس متصلين بالحلقة العباسية مثل أبي إسحق بن الفضل الهاشمي (2)، كما أخذ بعض معلوماته عن أفراد من الاسرة العباسية مثل عيسى بن عبد الله وعيسى بن موسى وعيسى بن علي وإبراهيم بن المهدي والرشيد (3). وأعطى المؤلف صورة داخلية لطبيعة الدعوة وأحاديثها، وكشف عن جذور الغلو فيها، مما لا يناسب العباسيين بعد مجيئهم للحكم، وهذا يجعل بعض محتويات الكتاب أقرب إلى الوثيقة السرية منها إلى كتاب للجمهور. وكل هذا يشير إلى صلة خاصة للمؤلف بالعباسيين وبأتباعهم، وهو أمر يذكرنا بما جاء في مقدمة القسم الثاني من " تاريخ الخلفاء "، حيث يوضح المؤلف صلة الولاء التي تربطه بالعباسيين، وهي خير صلة للاطلاع على الروايات والاخبار العباسية المباشرة. 6 - إن مصادر كتابنا هذا، تجعلنا نحدد زمن تأليفه بأواسط القرن الثالث الهجري. وحين ننظر إلى من كتب عن الدولة العباسية في هذا القرن (4)، فإننا نميل إلى نسبة الكتاب إلى محمد بن صالح بن مهران " ابن النطاح " (ت، 252 ه / 868 م) (5). ومع أن الاشارات إلى ابن النطاح تجعله أول من صنف كتابا في __________ (1) انظر الاخبار ص 189 - 192، 242، 186، 203، 183، 238، 285، 382. (2) الاخبار ص 178. (3) الاخبار ص 149، 156، 160، 173، 385، 395. (4) انظر (1967 , F .
Sezgin - Geschichte der Arabischer Schrifttums) Lieden . 321 , 316 , 310.
I .
P (5 ) انظر كتاب أنساب الخيل لابن الكلبي، باعتناء أحمد زكي باشا (دار الكتب 1946) ص 5 وص 135. [ * ](1/15)أخبار الدولة (1)، فإن هذا فيه نظر إذ تذكرنا كتاب الدولة للمدائني (2) وكتاب الدولة للحسن بن ميمون النصري، خاصة وإن ابن النديم يذكر أن ابن النطاح روى عن الحسن هذا (3)، وربما كانت أهمية كتاب ابن النطاح سببا لهذه الاشارات (4). ويدفعنا إلى هذا الافتراض عدة أمور. فابن النطاح مولى جعفر بن سليمان ابن علي بن عبد الله بن عباس، وهذا الولاء يجعله على صلة وثيقة بأخبار العباسيين (5)، ويذكرنا بما جاء في مقدمة القسم الثاني من تاريخ الخلفاء. وكان " ابن النطاح " إخباريا، ناسبا، راوية للسنن "، وهي عين المؤهلات التي يكشف عنها أسلوب " أخبار العباس وولده " (6). وكان بين من روى عنهم ابن النطاح الواقدي والمدائني (7). هذا إلى أن عنوان كتابه هو " أخبار الدولة العباسية " ( وهو ما نراه عنوان كتابنا هذا. ومع ذلك يتعذر البت في الموضوع، فنحن لم نجد معلومات عن أحفاد يحيى بن وثاب لنري إن كان لابن النطاح صلة نسب به. يتبع..............
| |
|
Admin Admin
عدد المساهمات : 462 تاريخ التسجيل : 19/02/2010
| موضوع: تكملة الأربعاء فبراير 24, 2010 12:42 pm | |
| كما أننا لا نجد إشارة __________ (1) انظر الفهرست لابن النديم (ط. دي خوية) ص 107، المسعودي - مروج الذهب (باعتناء باربييه دي مينار) ج 1 ص 12، الخطيب البغدادي - تاريخ بغداد ج 5 ص 357، السمعاني - الانساب (ط. ) G .
M .
S ص 564. (2) ياقوت - معجم الادباء (باعتناء مرجليوث) ج 5 ص 315. (3) ابن النديم ص 108. (4) انظر. 89.
Rosenthal - nd Ed Muslim Historiography 2 .
p و. 216.
Brockelmann s .
l .
p (5 ) أنساب الخيل لابن الكلبي ص 5. (6) انظر، إضافة للمصادر السابقة، ابن حجر - تهذيب التهذيب ج 9 ص 227، الذهبي - ميزان الاعتدال ص 74. (7) ابن حجر - تهذيب ج 940 ص 227. ( انظر السخاوي - الاعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ، باعتناء صالح العلي (بغداد 1963) ص 181، وكشف الظنون لحاجي خليفة (ط. استانبول) ج 1 ص 283. [ * ](1/16)إلى هذا الكتاب في المؤلفات التالية، مع أننا نرى بعض الشبه أحيانا. فابن أبي الحديد يورد معلومات تماثل ما أورده كتابنا دون أن يذكر مصدره (1). والذهبي يورد نص عبارة كتابنا عن صلة أبي هاشم بمحمد بن علي (2). وقد عثرنا على إشارتين في التواريخ لابن النطاح. فالطبري روى عنه رواية أسطورية عن بناء بغداد (3). والازدي ينسب إليه رواية عن أصل أبي مسلم (4) ولكنها لا ترد في كتابنا. أما الاخبار الكثيرة الواردة في الاغاني برواية ابن النطاح (5) فهي أدبية ولا تتصل بموضوع الكتاب هذا، ومع ذلك فإن أبا الفرج الاصفهاني لا يشير إلى أي من مؤلفات ابن النطاح (6)، ولعل ابن النطاح روى أخبارا كثيرة خارج نطاق هذه المؤلفات. 7 - إن ميول المؤلف عباسية واضحة، ولكن الكتاب لا يمثل النظرة العباسية في فترة كتابته، بل يعطي النظرة العباسية في الفترة الاولى لدولتهم وخاصة ما قبل أيام المهدي. وربما كان هذا سبب إغفال الحديث عن خداش الداعية العباسي الذي يمثل خط الغلو في خراسان، والتوسع في أخبار تنكر محمد بن علي العباسي له بعد مقتله وجهوده في معالجة إثارة المربكة في خراسان. وقد يقال إن المؤلف أشار إلى التغيير الذي أحدثه المهدي وهو نسبة الامامة العباسية إلى العباس بن عبد المطلب والتخلي عن نسبتها إلى العهد من ابي هاشم كما كان الحال قبله، ولكنها إشارة عابرة. كما أن المؤلف نسب للعباس التبكير في __________ (1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (القاهرة 1329) ج 2 ص 211، 212. (2) الذهبي - دول الاسلام ج 4 ص 20 - 21، قارن صفحة 206 - 207 من هذا الكتاب. (3) الطبري س 3 ص 276. انظر أيضا س 3 ص 551، 552، 556، 560. (4) الازدي - تاريخ الموصل ج 2 ص 121. (5) انظر 321.
F .
Sezgin , op .
cit .
p وفهارس أجزاء الاغاني، ط. دار الكتب. (6) انظر ابن النديم ص 107. [ * ](1/17)اعتناق الاسلام، فاعتبر البداية في بيعة العقبة، وظهور إسلامه بعد بدر (1)، ولكنه كما يبدو من المختصر لا يورد من الحجج التي عرضت زمن المنصور والمهدي في تأكيد أفضلية العباس وجدارته للامامة إلا إشارة عابرة إلى أنه عم النبي وصنو أبيه (2). إننا نرى التأكيد في الكتاب على عبد الله بن العباس، وعلى تبشيره بانتقال الملك لاولاده، إلا أن الصورة القوية له هي في ظهوره بمظهر ممثل الهاشميين، يؤكد حقهم في الامامة، ويعرض هذا الحق بجرأة واندفاع، في محاورات طويلة مع الامويين من جهة ومع الزبيريين من جهة أخرى. وهذه النبرة الهاشمية (مقابل العباسية فيما بعد) تظهر في قول ينسب للرسول في جماعة آل البيت وبحضور العباس يتنبأ فيه بانتقال الملك إلى العباسيين ويوصي " اتقوا الله في عترتي أهل بيتي " (3). 8 - نخلص مما مر إلى أن عنوان الكتاب الذي ننشره هو " أخبار الدولة العباسية " وإن كلمة " دولة " هنا تعني " دعوة " أو " دور ". وينتسب المؤلف إلى العباسيين بالولاء وهذا مكنه من الاطلاع على أخبار الدعوة العباسية وأسرارها من رجالات الدعوة ومن بعض العباسيين، فانفرد بمعلومات ووثائق هامة. وقد كتب الكتاب في أواسط القرن الثالث الهجري، في عصر ظهور المؤرخين الكبار وتوفر روايات وأخبار تاريخية واسعة، مما مكن المؤلف من التوسع في أخبار الدعوة. ومع أنه كتاب " أخبار " إلا أنه وضع في إطار النسب، واعتني بالاسناد نتيجة توسع أثر مدرسة الحديث. وقد اقتصر الكتاب على أخبار الدعوة العباسية، وعرض وجهة العباسيين أثناء الدعوة والفترة العباسية الاولى، وانتهى قبيل قيام الدولة العباسية. ثم __________ (1) انظر تاريخ الخلفاء ص 238 أ - 239 أ. (2) ن. م. 238 ب. (3) ن. م. ص 239 ب. [ * ](1/18)إن أسلوب الكتاب وفترة تأليفه وطبيعة أخباره من جهة، وما لدينا من معلومات عن محمد بن صالح بن مهران " ابن النطاح " من جهة أخرى، تجعلنا نميل إلى أن الكتاب لابن النطاح. 9 ولقد هدفنا إلى ضبط نص الكتاب، ولكن الاعتماد على مخطوط واحد يجعل التحقيق غاية في الصعوبة، خاصة حين يكون الناسخ ضعيفا كما هو حال ناسخ مخطوطنا. لذا رجعنا إلى تاريخ الخلفاء، إذ إن القسم الثاني منه بمثابة نص ثان لبعض أقسام " أخبار العباس وولده "، ومع ذلك يبقى القسم الاكبر من النص معتمدا على مخطوطنا وحده. وهذا الوضع تطلب الرجوع إلى المصادر الاولية بحثا عن الروايات والاخبار والاشعار الواردة فيها والتي جاءت في هذا الكتاب لتقويم النص أو للتنبيه إلى الاختلاف في نص رواية جاءت في الحالين عن نفس الراوي. إلا أننا في الوقت ذاته لم نرد أن نثقل الكتاب بالاضافات الكثيرة واكتفينا، في بعض الاحيان، بالاشارة إلى الروايات في مظانها دون إيراد النصوص. إن " أخبار العباس وولده " يمثل جهدا مبكرا وأصيلا في جمع الروايات والاخبار عن الدعوة العباسية كما يتبين من المصادر الواسعة لمعلوماته. ثم إن عنايته بالاسناد، وقيمة مصادره، وغنى معلوماته وخطورتها، تضعه في منزلة خاصة بين مؤرخي الدعوة العباسية إضافة إلى أنه أوسع مصدر عنها. ويسرنا هنا أن نعرب عن شكرنا للاستاذ الدكتور إحسان عباس على ملاحظاته القيمة في التحقيق، وللاستاذ الدكتور إبراهيم السامرائي على ملاحظات مفيدة في تدقيق بعض الكلمات.(1/19)لقد استعملنا رموزا قليلة وهي: ن. م. = نفس المصدر. كتاب التاريخ = تاريخ الخلفاء، باعتناء غريازنيويج، موسكو 1967 الاخبار = أخبار العباس وولده. ما بين قوسين كهذه = للاضافات التي يتطلبها سياق الخبر. ما بين قوسين كهذه [ ] = للاضافات من مصدر آخر يروي نفس الخبر. هذا ووضعنا أرقام صفحات المخطوط بين قوسين [ ] لتيسير الرجوع إليها. عبد العزيز الدوري الجامعة الاردنية، حزيران 1970.(1/20)موت العباس بن عبد المطلب (1) رضي الله عنه [ 3 ب ] قال: دخل عثمان على العباس في مرضه الذي مات فيه فقال: أوصني بما ينفعني به، وزودني، فقال: الزم ثلاث خصال (2) تصب بها ثلاث عوام، فالخوص: ترك مصانعة الناس في الحق، وسلامة القلب، وحفظ اللسان، تصب بها سرور الرعية، وسلامة الدين، ورضى الرب. محمد بن عمر (3) قال: حدثنا يحيى بن العلاء عن عبد المجيد بن سهيل، عن نملة بن أبي نملة عن أبيه قال: لما مات العباس بن عبد المطلب بعثت بنو هاشم مؤذنا يؤذن أهل العوالي: رحم الله من شهد العباس، قال: فحشد الناس ونزلوا من العوالي. محمد (4) بن عمر قال: حدثني ابن أبي سبرة عن سعيد بن عبد الرحمن بن دويس (5) عن عبد الرحمن بن يزيد بن حارثة، قال: جاءنا مؤذن يؤذننا (6) بموت __________ (1) انظر البلاذري - أنساب الاشراف ق 1 ص 526 - 532 (مخطوط اسطنبول) وص 210 - 214 (مخطوط الرباط)، ونهاية الارب للنويري (ط. دار الكتب) ج 18 ص 216 - 220، وطبقات ابن سعد ج 4 ق 1 ص 1 - 22. (2) هكذا. ولعله " ثلاث خواص ". (3) ترد هذه الرواية بإسنادها في طبقات ابن سعد (باعتناء سخاو) ج 4 ق 1 ص 21. (4) ترد هذه الرواية في طبقات ابن سعد ج 4 ق 1 ص 21 - 22. (5) في ابن سعد (ج 4 ق 1 ص 21): " رقيش ". (6) في ن. م. ص 21 " يؤذنا ". [ * ](1/21)العباس بن عبد المطلب بقباء (1) على حمار، ثم جاءنا آخر على حمار، فقلت: من الاول ؟ فقال: مولى لبني هاشم، والثاني رسول عثمان بن عفان، فاستقري (2) قرى الانصار قرية قرية حتى انتهى إلى السافلة (3). فقلت وأتينا (4) بني حارثة وما والاها، فحشد الناس فما غادرنا (5) النساء، فلما أتي به إلى موضع الجنائز تضايق، فتقدموا (6) إلى البقيع، فقلت (7) ليتقدموا، فصلينا عليه بالبقيع، وما رأيت مثل ذلك [ 4 أ ] الخروج على أحد من الناس قط وما يستطيع أحد من الناس [ أن ] ( يدنو إلى سريره وغلب عليه بنو هاشم، فلما انتهوا إلى اللحد ازدحموا عليه، فأرى عثمان اعتزل، وبعث الشرط يضربون الناس عن بني هاشم، حتى خلص بنو هاشم، وكانوا هم الذين نزلوا في حفرته ودلوه في اللحد، ولقد رأيت على سريره برد حبرة قد تقطع من زحامهم. محمد بن (9) عمر قال: حدثتني عبيدة بنت نائل (10) عن عائشة بنت سعد قالت: جاءنا رسول عثمان ونحن بقصرنا على عشرة أميال من المدينة، __________ (1) انظر ياقوت - معجم البلدان (ط. صادر بيروت) ج 4 ص 301، وكتاب المناسك وأماكن طريق الحج، تحقيق حمد الجاسر (منشورات دار اليمامة) ص 600 - 601 وص 636. (2) في الاصل: " فاستقرأ " وفي ابن سعد: " فاستقبل " ص 21. (3) في رواية ابن سعد: " حتى انتهى إلى سافلة بني حارثة وما ولاها " ص 21 محل " حتى انتهى..وما والاها. (4) في الاصل: " رأيتنا ". (5) في الاصل: " فما عادنا " والتصويب من ابن سعد ص 21. (6) في ابن سعد: " فتقدموا به " ص 21. (7) في ابن سإعد: " ولقد رأيتنا يوم صلينا عليه بالبقيع " بدل " فقلت..بالبقيع ". ( زيادة من ابن سعد ص 21. (9) ترد نفس الرواية في ابن سعد ج 4 ق 1 ص 22. (10) في ابن سعد: " نابل " ص 22. [ * ](1/22)أن العباس قد توفي، فنزل أبي ونزل سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، ونزل أبو هريرة من الشجرة (1)، قالت (2) عائشة: فجاءنا أبي بعد ذلك بيوم فقال: ما قدرنا أن ندنو من سريره مكثرة الناس، غلبنا عليه، لقد كنت أحب حمله. محمد بن (3) عمر قال: حدثني يعقوب بن محمد عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة عن الحارث بن عبد الله بن كعب عن أم عمارة قالت: حضرنا - نساء الانصار - طرا جنازة العباس، وكنا أول من بكى عليه، ومعنا المهاجرات الاول والمبايعات. محمد (4) بن عمر قال: حدثنا ابن أبي سبرة عن عباس بن عبد الله بن معبد (5) قال: لما مات العباس أرسل إليهم عثمان: إن رأيتم أحضر غسله فعلتم، فأذنوا له فحضر، [ 4 ب ] وكان جالسا ناحية من البيت، وغسله علي بن أبي طالب وعبد الله وعبيد الله وقثم بنو العباس، وحدت (6) نساء بني هاشم سنة. محمد بن عمر قال (7): حدثني ابن أبي سبرة عن عبد المجيد بن سهيل عن __________ (1) في ابن سعد: " السمرة " ص 22. والشجرة موضع على نحو ستة أميال من المدينة. انظر الفيروز آبادي المغانم المطابة في معالم طابة، تحقيق حمد الجاسر (دار اليمامة 1969) ص 381. (2) في الاصل: " قال ". وفي ابن سعد " قالت ". (3) ترد هذه الرواية في طبقات ابن سعد ج 4 ق 1 ص 22. (4) ترد هذه الرواية في ن. م. ج 4 ق 1 ص 22. (5) في ن. م. ص 22 " سعيد ". (6) في الاصل: " حدث وفي ابن سعد ص 22 " حدت "، وحدت المرأة: تركت الزينة والطيب حزنا. (7) ترد هذه الرواية في طبقات ابن سعد ج 4 ق 1 ص 22. [ * ](1/23)عيسى بن طلحة قال: رأيت عثمان يكبر على العباس بالبقيع، وما يقدر من لغط (1) الناس، ولقد بلغ الناس الحشان (2)، وما تخلف أحد من الرجال والنساء والصبيان. محمد بن (3) عمر قال: أخبرنا خالد بن القاسم البياضي، قال: أخبرني شعبة مولى ابن عباس، [ قال: سمعت ابن عباس ] (4) يقول: كان العباس معتدل القامة (5) وكان يخبرنا عن عبدالمطب أنه مات وهو أعدل قناة منه (6). وتوفي العباس يوم الجمعة لاربع عشرة ليلة خلت من رجب سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان بن عفان وهو ابن ثمان وثمانين سنة ودفن بالبقيع في مقبرة بني هاشم، رضي الله عنه (7). __________ (1) في ابن سعد ص 2 2 " لفظ ". (2) انظر معجم البلدان ج 2 ص 262. (3) ترد هذه الرواية في طبقات ابن سعد ج 4 ق 1 ص 20. (4) زيادة من ابن سعد ص 20. (5) في ن. م. ص 21 " القناة ". (6) انظر العقد الفريد (ط. لجنة التأليف) ج 6 ص 276. (7) انظر أنساب الاشراف ص 214 (الرباط)، أو ق 1 ص 526 (نسخة اسطنبول)، نهاية الارب للنويري ج 18 ص 219، وتاريخ خليفة بن خياط، تحقيق أكرم ضياء العمري (بغداد 1967) ص 141. [ * ](1/24)أخبار عبد الله بن العباس (1) ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم له كان عبد الله يكني أبا العباس. ولد في الشعب (2) قبل خروج بني هاشم منه، وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين (3)، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعبد الله بن العباس ابن ثلاث عشرة سنة (4). سفيان بن عيينة [ 5 ] عن عبد الله بن يزيد قال: سمعت ابن عباس يقول: أنا ممن قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ضعفة أهله مع الثقل من مزدلفة إلى منى (5). ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اللهم اعطه الحكمة، وعلمه التأويل، ورأى جبريل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عسى ألا تموت حتى تؤتى علما ويذهب بصرك (6). وكان عمر يأذن له مع المهاجرين ويسأله ويقول: غص غواص، __________ (1) انظر ترجمته في مخطوط أنساب الاشراف ق 1 ص 538 - 553 (اسطنبول) وص 221 - 225 (الرباط). (2) هو الشعب الذي أوى إليه الرسول صلى الله عليه وآله وبنو هاشم أثناء المقاطعة، وهو " شعب أبي طالب ". انظر البلاذري - أنساب ج 1 ص 230، وص 233، وياقوت - معجم البلدان ج 3 ص 347. (3) انظر مخطوط أنساب الاشراف ص 215 (الرباط)، ق 1 ص 538 - 9 (اسطنبول). (4) انظر كتاب التاريخ ص 239 ب. (5) ترد هذه الرواية في أنساب الاشراف كما يلي: " وحدثني الزبير بن بكار عن سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد قال: سمعت ابن عباس يقول: أنا فيمن قدمه رسول الله صلى الله عليه وآله من ضعفة أهله مع الثقل من المزدلفة إلى منى " ق 1 ص 539 (اسطنبول) وص 216 (الرباط). (6) في الاصل: " ويذهب بصره ". [ * ](1/25)وكان (1) إذا رآه مقبلا قال: أتاكم فتى الكهول، له لسان سؤول، وقلب عقول. أبو صالح عن ابن عباس قال: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح رأسي من مقدمه حتى انتهى إلى قدمي، ثم مسح ذؤابتي حتى انتهى إلى عقبي، ودعا لي بالايمان والحكمة فقال: اللهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم (2)، فقال المسور بن مخرمة الزهري (3) في تصديق ذلك: أدنى النبي ابن عباس وقال له * قولا فقدس فيه الاهل والولد والعلم والسلم كانا رأس دعوته * ما مثل هذا بما يرجي له أحد وقبلها دعوه كانت مباركة * ثم الظهور بما فيهم وما ولدوا كم دعوة سبقت فيهم مباركة * فيها افتخار وفيها يكثر العدد [ 5 ب ] سليمان بن حرب عن حماد بن سلمة قال: حدثنا عبد الله ابن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كنت في بيت خالتي ميمونة (4) فوضعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم طهورا فقال: من وضع هذا ؟ قالت ميمونة: عبد الله، قال: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل (5). __________ (1) انظر كتاب التاريخ ص 239 ب. (2) في مخطوط أنساب الاشراف ص 215 (الرباط): " ولد عبد الله بن عباس، وبنو عبد المطلب في الشعب، وذلك قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنين، فجاء به أبوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبله ومسح وجهه ورأسه ودعا له فقال: اللهم املا جوفه فهما وعلما، واجعله من عبادك الصالحين " (3) هو المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب " له صحبة وكان فاضلا ". انظر ابن الكلبي - جمهرة النسب ق 1 ص 49، والطبري (المنتخب من ذيل المذيل) س 4 ص 2333 - 4، جمهرة أنساب العرب (دار المعارف) ص 129. (4) في كتاب التاريخ " في بيت خالتي ميمونة زوج النبي " ص 239 ب. (5) في مخطوط أنساب الاشراف ص 216 / ق 1 ص 539 " عن سعيد بن جبير أنه سمع = [ * ](1/26)اسماعيل بن أبي أويس عن أخيه أبي بكر بن أبي أويس عن سليمان ابن بلال عن عمرو بن أبي عمرو عن حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عكرمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اللهم أعط ابن عباس الحكمة وعلمه التأويل. ساعدة بن عبيد الله عن عكرمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اللهم أعط ابن عباس الحكمة وعلمه التأويل. ساعدة بن عبيدالله عن داود بن عطاء عن زيد بن أسلم عن ابن عمر قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن العباس: اللهم بارك فيه وانشر منه. ساعدة من عبيد الله المزني عن داود بن عطاء عن موسى بن عبيدة الزيدي عن محمد بن عمرو بن عطاء العامري، من أنفسهم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ابن عباس يوما مقبلا فقال: اللهم إني أحب عبد الله بن عباس فأحبه. ومن أخبار عبد الله مع النبي صلى الله عليه وسلم [ 6 أ ] أبو ضمرة أنس بن عياض الليثي عن أبي طلحة عن عمر بن عبد الله مولى غفرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أردف عبد الله __________ = ابن عباس يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان في بيت ميمونة، قال فوضعت له وضوء من الليل. فقالت ميمونة: يا رسول الله وضع لك هذا ابن عباس، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ". انظر جمهرة النسب لابن الكلبي ق 1 ص 14. [ * ](1/27)ابن عباس فقال: يا غلام ! ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن ؟ قال: بلى يا رسول الله صلى الله عليك بأبي أنت وأمي، قال: احفظ الله تجده أمامك، اذكر الله في الرخاء يذكرك في الشدة، إذا سألت فسل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، جف القلم (1) بما هو كائن، فلو جهد الخلق على أن ينفعوك بشئ لم يكتبه الله لك لم يقدروا عليه، ولو جهدوا على أن يضروك بشئ لم يكتبه عليك لم يقدروا عليه، فعليك بالصدق في اليقين، وإن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا، واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا (2). علم عبد الله قال: كان يقال لعبد الله بن العباس حبر هذه الامة لسعة علمه، وقد كان (3) في صغره لزم عليا، وكان (4) يزقه العلم زقا. وقيل من أراد العلم والجود والجمال فليأت دار العباس بن عبد المطلب يجد ذلك كله (5). __________ (1) كتب في الاصل " الكلم " والتصويب من هامش المخطوط. (2) في مخطوط أنساب الاشراف ص 216 / ق ص 540 - 1: " حدثني الحسن بن عرفة عن عمار بن محمد عن خشيش بن فرقد عن الحسن عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا غلام أو يا غليم، ألا أعلمك شيئا ينفك الله به: احفظ الله يحفظك، اذكر الله يذكرك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، وإذا سألت فسل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن النصر مع اليقين، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا، وأنه لو اجتمع الخلائق على أن يعطوك شيئا لم يقضه الله لك لم يستطيعوا، ولو اجتمعوا على أن يمنعوك شيئا قضاه الله لك لم يستطيعوا ". (3) كتبت عبارة " لزم عليا " في هامش المخطوط، وأشير إلى مكانها في المتن بعد " صغره ". (4) في كتاب التاريخ ص 240 أ: " فكان ". (5) انظر ن. م. ص 240 أ، وفيه: " يريدون أن العلم فيه والجود في عبيدالله والجمال في قثم ". [ * ](1/28)أبو أسامة عن زائدة عن سماك عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهم: أنه كان يسمعهم يقولون: يكون في هذه الامة إثنا عشر خليفة، قال ما أحمقكم ! إن بعد [ 6 ب ] الاثني عشر ثلاثة منا: السفاح والمنصور والمهدي يسلمها إلى الدجال (1). قال أبو أسامة: وتأويل هذا عندي ولد المهدي يسلمونها إلى الدجال. أبو حامد المستملي قال: حدثنا أبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: ما رأيت أعلم بالسنة، ولا أجلد رأيا، ولا أثقب نظرا حين ينظر، من ابن عباس رضي الله عنهما، إن كان عمر ابن الخطاب ليقول: قد طرأت علينا عضل (2) أقضية أنت لها ولامثالها. العنزي قال: حدثني علي بن إسماعيل قال: أخبرنا عمي إبراهيم ابن محمد قال: حدثني شداد الحارثي قال: حدثني عبيد الله بن الحر العنبري عن أبي عرابة (3) الهجيمي قال: كان ابن عباس يفطر الناس في شهر رمضان بالبصرة، فكان (4) لا ينقلبون في كل ليلة أن يسمعوا فائدة في دين أو دنيا، فكانوا إذا فرغوا من العشاء تكلم فأقل وأوجز، فقال لهم ليلة: ملاك __________ (1) وفي ن. م. ص 240 أ: " أنه كان إذا سمعهم يقولون..يقول ما أحمقكم.."، وانظر أنساب الاشراف ج 3 ص 278 (القاهرة). (2) ترد الرواية في أنساب الاشراف ص 216، ق 1 ص 541 بإسناد آخر مع بعض الاختلاف في آخرها، كما يلي: " وإن كان عمر بن الخطاب ليقول له: انه قد طرأت علينا عضل أقضية أنت لها ولا مثالها، فإذا قال فيها رضي قوله، وعمر ما عمر في نظره للمسلمين وجده في ذات الله ". (3) في الاغاني (ط. دار الكتب) ج 16 ص 376: عبيدالله بن الحر العنزي القاضي عن أبي عرادة. انظر الخبر في ج 16 ص 376 - 7، وفيه اختلاف عن هذا النص، كما أنه عن الامام علي لا ابن عباس. (4) لعله: فكانوا. [ * ](1/29)أمركم الدين، وزينكم العلم، وحصون (1) أعراضكم الادب، وعزكم الحلم، وصلتكم الوفاء، وطولكم في الدنيا والآخرة المعروف، فاتقوا الله يجعل لكم من أمركم يسرا. فقال رجل من القوم: يا أبا العباس من أشعر الناس ؟ فإنا قد [ 7 أ ] تمارينا في ذلك منذ اليوم فكان (2) كل قوم يقول: شاعرنا، وأقبل عبد الله على أبي الاسود (3)، فقال: يا أبا الأسود من أشعر الناس ؟ فقال أبو الاسود: الذي يقول: ولقد أغتدي يدافع ركني * أجولي (4) ذو ميعة إضريج مخلط مزيل معن مفن (5) * منفح مطرح سبوح خروج (6) سلهب شرجب كأن رماحا * حملته وفي السراة دموج تتعادى به قوائم لام * وحوام صم الحوافر عوج مقبلات في الجري أو مدبرات * بهوى طائع بهن يهيج هذا الشعر لابي داود الايادي، وكان أبو الاسود يفضله. فقال ابن عباس: إن شعراءكم قد قالوا فبلغ كل رجل منهم بعض ما أراد، ولو كانت لهم غاية يستبقون إليها يجمعهم فيها طريق واحد، لعلمنا أيهم أسبق إلى تلك __________ (1) في الاصل: حصور. (2) في الاصل: فقال. (3) أبو الاسود الدؤلي هو ظالم بن عمرو، توفي بالبصرة سنة 69 ه، وطبع ديوانه في مطبعة المعارف - بغداد 1946. (4) في الاغاني: " أحوذي ". (5) في الاصل: " سفن " والتصويب من الترجمة العربية لدراسات في الادب العربي تأليف فون غرو نباوم تعريب إحسان عباس (بيروت 1959) ص 299. (6) في دراسات في الادب العربي (ص 299): مطرح مضرح جموح خروج. والاصل يتفق في هذا الشطر مع رواية الاغاني ج 16 ص 376. [ * ](1/30)الغاية، فإن يك قال، ولم (1) يقل عن رغبة ولا رهبة، فامرؤ القيس بن حجر. العنزي قال: حدثنا علي بن سليمان النوفلي قال: حدثني أبي عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله ختن الفضل بن يسار أبي جعفر الاعرج القارئ قال: حدثني أبو حسنة عن الحكم الاعرج وهو [ 7 ب ] عمه قال: رأيت ابن عباس مدليا رجليه في حوض زمزم فأتاه رجل فقال: يا ابن عباس إني رجل أصيب الصيد فأصمي وأنمي، قال: كل ما أصميت ودع ما أنميت، يعني كل ما أقعصته وأنت تراه، وإذا تحامل عنك برميته فمات وقد غاب عن عينيك فلا تأكل وهو الانماء. وأنشد ابن عباس: ورأت معد حولها أسدا * غيران قد يصمي ولا ينمي (2) قال: ثم أتاه رجل آخر فقال: يابن عباس خبرنا عن يوم عاشوراء، قال: هو اليوم التاسع من قبل إظماء الابل يسمون يوم التاسع العشر. العنزي قال: حدثنا الرياشي قال: دخل عبد الله بن صفوان الجمحي على عبد الله بن الزبير فقال، أنت والله كما قال الشاعر (3): فإن تصبك من الايام جائحة * لا نبك منك على دنيا ولا دين __________ (1) في الاصل: " ومن ". (2) انظر كشاجم - المصايد والمطارد (ط. دار المعرفة، بغداد 1954) ص 169 وانظر كتاب التاريخ ص 240 أ. (3) البيت لذي الاصبع العدواني. وهو شاعر فارس جاهلي. والبيت من قصيدة يذكر صاحب الاغاني أنه قالها في جرير بن جابر ومطلعها: يا من لقلب شديد الهم محزون * أمسى تذكر ريا أم هارون انظر أخباره في الاغاني (ط. دار الكتب) ج 3 ص 89 - 109. [ * ](1/31)فقال: وما ذاك ويحك ؟ قال: هذان ابنا عباس: أحدهما يفتي الناس في دينهم، والآخر يطعم الناس، فماذا بقيا لك. فأرسل إليهما ابن الزبير فقال: إنكما (1) تريدان أن ترفعا راية قد وضعها الله، ففرقا عنكما مراق العراق. فأرسل إليه عبد الله بن عباس فقال: ويلك أي الرجلين [ 8 أ ] نطرد عنا: أطالب علم أم طالب دنيا ؟ فبلغ الخبر أبا الطفيل (2) فقال أبياته (3). أخبرنا علي بن إبراهيم بن هاشم القمي عن أبيه عن الزبيري بإسناد له يرفعه قال: بينا عمر جالس في جماعة من أصحابه، فتذاكروا الشعر، فقال: من أشعر الناس ؟ فاختلفوا، فدخل عبد الله بن عباس، فقال عمر: قد جاءكم ابن بجدتها، وأعلم الناس. من أشعر الناس يا ابن عباس ؟ قال: زهير بن أبي سلمى المزني. قال: أنشدني من شعره، فأنشده: لو كان يقعد فوق الشمس من كرم * قوم بأحسابهم أو مجدهم قعدوا قوم أبوهم سنان حين ينسبهم * طابوا وطاب من الاولاد ما ولدوا (4) فقال عمر: قاتله الله يا بن عباس، لقد قال كلاما حسنا ما كان ينبغي أن يكون هذا الكلام إلا في أهل هذا البيت لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال له ابن عباس: وفقك الله يا أمير المؤمنين فلم تزل موفقا. __________ (1) في الاصل: " أيكما يريد أن يرفعا دابة " والتصويب من ص 98. (2) هو عامر بن واثلة بن عبد الله. انظر الاغاني ج 15 ص 147. (3) في الاصل: " أتيانه ". انظر أبيات أبي الطفيل مع نص الخبر في الاغاني ج 15 ص 151 - 2. (4) في شرح ديوان زهير بن أبي سلمى لثعلب (ط. دار الكتب 1944) ص 282: أو كان يقعد فوق الشمس من كرم * قوم بأولهم أو مجدهم قعدوا قوم أبوهم سنان حين تنسبهم * طابوا وطاب من الاولاد ما ولدوا وانظر رواية ثعلب للخبر ص 278 - 283، وانظر العقد الفريد ج 4 ص 280. [ * ](1/32)فقال: يا ابن عباس أتدري ما منع الناس منكم ؟ قال: ما أدري، قال: كرهت قريش أن يولوكم هذا الامر فتجخفون (1) على الناس جخفا، فنظرت قريش لانفسها فاختارت فوفقت فأصابت إن شاء الله. فقال: يميط أمير المؤمنين عني الغضب ويسمع كلامي، فقال هات. قال: أما قولك إن قريشا [ 8 ب ] كرهت، فإن الله يقول: * (كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم) * (2)، وأما قولك: إنها نظرت فاختارت، فإن الله نظر فاختار من خير خلقه، فإن كانت قريش نظرت من حيث نظر الله فقد أصابت. قال: فقال عمر: أبت قلوبكم يا بني هاشم (3) لنا إلا غشا لا يزول، وحقدا لا يحول. قال: مهلا يا أمير المؤمنين، لاتنسب قلوب بني هاشم إلى الغش، فإن قلوب بني هاشم من قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قوم أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وأما قولك: حقا لا يحول، فكيف لا يحقد من غصب شيئه، ورآه في يد غيره. قال: فقال: يا بن عباس اخرج عني، فلما خرج ناداه فقال له: أما إني على ما كان منك لحقك لراع، فقال له: إن (4) لي عليك وعلى كل مؤمن حقا، فمن عرفه فقد أصاب ومن لم يعرفه فحظه أخطأ. فقال عمر: لله در ابن عباس، والله ما رأيته لاحى رجلا قط إلا خصمه (5). __________ (1) في الاصل " تجحفون..جحفا ". وجخف افتخر بأكثر مما عنده (اللسان). وفي شرح نهج البلاغة ج 12 ص 53 " تجخفون ". (2) سورة محمد الآية 9 " ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم ". (3) عبارة: " قال فقال عمر: أبت قلوبكم يا بني هاشم " مكررة. (4) في الاصل " أني ". (5) روى ابن أبي الحديد هذا الخبر مع بعض الاختلاف في اللفظ والتفصيل، عن عبد الله بن عمر. انظر شرح نهج البلاغة (تحقيق أبي الفضل إبراهيم 1961)، ج 12 ص 52 - 55. [ * ](1/33)قال: قال مجاهد: كان عبد الله بن عباس أمد الناس قامة وأعظمهم جفنة وأوسعهم علما. مفضل بن غسان عن أبيه عن رجل من بني تميم عن عبيدالله بن الحسن عن المؤمل عن أبيه (1) قال: كان ابن عباس مثجا يتحدر غربا (2)، وكان [ 9 أ ] أمير البصرة يعشي الناس في شهر رمضان، فلا ينقضي الشهر حتى يفقههم، وكان إذا كانت (3) آخر ليلة من شهر رمضان يعظهم ويتكلم بكلام يردعهم ويقول: ملاك أمركم الدين، وصلتكم الوفاء، وزينتكم العلم، وسلامتكم الحلم، وطولكم المعروف، إن الله كلفكم الوسع فاتقوا (4) الله ما استطعتم. قال: فقام أعرابي، فقال من أشعر (5) أيها الامير ؟ قال: أفي أثر العظة ؟ قل يا أبا الاسود. قال: فقال أبو الأسود الدؤلي: أشعر الناس الذي يقول: فإنك كالليل الذي هو مدركي * وإن خلت أن المنتأى عنك واسع قال: نابغة بني ذبيان. قال: كان عبد الله بن عباس إذا أقبل قلت من أجمل الناس، وإذا __________ (1) رسمت هذه الكلمة في الاصل من كلمتي عمه وأبيه. (2) في الاصل " كان ابن عباس مثجه يحد غزبا "، والصواب ما أثبتنا مستنيرين بما جاء في البيان والتبيين ج 2 ص 170 من أن ابن عباس كان " مثجا يسيل غربا "، وما جاء في اللسان مادة (ثج): " وقول الحسن في ابن عباس أنه كان مثجا، أي كان يصب الكلام صبا، شبه فصاحة وغزارة منطقه بالماء الثجوج ". (3) في الاصل: (كان)، والتصحيح من أنساب الاشراف ص 221 (الرباط). (4) في الاصل: " اتقوا "، وما أثبتنا من أنساب الاشراف ص 221 (الرباط)، وقد أورد الخبر هكذا " وذكر لي أن ابن عباس كان يعشي الناس بالبصرة في شهر رمضان ويحدثهم ويفقههم، فإذا كانت آخر ليلة من الشهر ودعهم ثم قال: ملاك أمركم الدين ووصلتكم الوفاء وزينتكم العلم وسلامتكم في الحلم وطولكم المعروف. إن الله كلفكم الوسع فاتقوه ما استطعتم ". (5) زيادة يقتضيها السياق. [ * ](1/34)تكلم قلت من أفصح الناس، وإذا أفتى قلت من أعلم الناس (1). قال أبو عبيدة: أتى (2) عمر بن أبي ربيعة لعبدالله بن عباس وهو في المسجد (3): أمتع الله بك،
يتبع.......................
| |
|
Admin Admin
عدد المساهمات : 462 تاريخ التسجيل : 19/02/2010
| موضوع: تكملة الأربعاء فبراير 24, 2010 12:44 pm | |
| | |
|
Admin Admin
عدد المساهمات : 462 تاريخ التسجيل : 19/02/2010
| موضوع: تكملة الأربعاء فبراير 24, 2010 12:46 pm | |
| | |
|
Admin Admin
عدد المساهمات : 462 تاريخ التسجيل : 19/02/2010
| موضوع: تكملة الأربعاء فبراير 24, 2010 12:51 pm | |
| | |
|