Admin Admin
عدد المساهمات : 462 تاريخ التسجيل : 19/02/2010
| موضوع: أحداث ماي الخميس فبراير 25, 2010 9:04 am | |
| مقدمة:كانت الحركة الوطنية خلال 1940-1942 تفتقر إلى القيادة. فقد مات ابن باديس الذي كان محل تقدير الجميع تقريبا. و دخل مصالي الحاج السجن و المنفى، و فقد الناس الثقة في ابن جلول الذي كان غامضا ومتذبذبا في المواقف خلال الثلاثينات، و تطوع فرحات عباس في الجيش الفرنسي و هو لم يكن قد صعد بعد إلى منصة المسؤولية، و من ثم لم يكن معروفا على المستوى الوطني، و كان معروفا شخصيا و لكنه لم يدخل امتحان القيادة.و لذلك كان الجزائريون في حاجة إلى من يقودهم و يعبر عن رغباتهم. خلال هذه الفترة الحرجة التي ساد فيها الفراغ السياسي، فلا تجمعات و لا أحزاب و لا قادة، بل و لا حتى جريدة أو مجلة يلتفون حولها، دخلت الجزائر مرحلة جديدة من حياتها السياسية. ظهور البيان الجزائري: منذ 8 نوفمبر1942 دخلت الجزائر مرحلة جديدة من تطورها السياسي سيطر فيها الحلفاء من جهة و لجنة فرنسا الحرة من جهة أخرى، و استمرت هذه المرحلة إلى نهاية الحرب و حوادث 8 ماي 1945. و قد تميزت هذه المرحلة من الجانب الوطني بمحاولة ملئ الفراغ على يد فرحات عباس، أما أعضاء حزب الشعب و جمعية العلماء المسلمين الجزائريين فقد كانوا مقيدين أو مبعدين عن المسرح السياسي. و تميزت الفترة بإطلاق العنان للشيوعيين ليستأنفوا نشاطهم. و قد ظهر خلال ذلك تيار وسط مثله البيان الجزائري الذي مثل التفكير المعتدل القائم على الطبقية و المصلحة الخاصة و مراعاة الظروف. موقف أحباب البيان من السياسة الفرنسية: كان رد الجزائريين على أمر 7 مارس 1944 الرفض باستثناء الموظفين وظهر فرحات عباس ليملأ الفراغ السياسي الموجود فألف منظمة سماها أحباب البيان الجزائري وهي المنظمة التي أصبحت نشيطة تستقطب آمال الجزائريين على مختلف اتجاهاتهم خلال الحرب وتعبر عن تمسكهم برفض السياسة الفرنسية وقد قامت بتعليق لافتات بالعربية في أهم المدن الجزائرية والتي تعلن "لا للجنسية الفرنسية نعم للجنسية الجزائرية وتسقط الجنسية الفرنسية وتعيش الجنسية الجزائرية للجميع."وقد قام فرحات عباس بالاتصال بمصالي الحاج في معتقله بقصـر الشلالة وكذلك بممثلي العلماء وكون معهم جبهة موحدة أصبح هو المتحدث باسمهاموقف أحباب البيان من الانتخابات في البلديةظهرت منشورات سرية تنادي الجزائريين بمقاطعة الانتخابات البلدية التي كانت متوقفة وأعلن عباس في يونيو 1944 أن الوضع خطير . وأنه لا يمكن الانتظار حتى تحرير فرنسا بينما الجزائر لا تزال أرضا فرنسية و ناد الجزائريون بمقاطعة التصويت وعدم تسجيل أسمائهم في هيئة الانتخابات الفرنسية .وانطلقت أصوات العلماء تنعت من يقبل الجنسية الفرنسية بالكفر والخيانة وقد وعد فرحات عباس أحباب البيان بأنهم يعملون على توزيع الثروات على الفلاحين و أنهم يقفون ضد الإقطاع و الطبقات الممتازة وأنهم يهدفون إلى إقامة جمهورية جزائرية مرتبطة بفرنسا بعد أن تتحرر من فكرة الاستعمار الامبريالية .وما كادت سنة 1944تنتهي حتى كانت الحركة الوطنية أكثر سياسة وأكثر دعما وأعمق تجربة بالإضافة إلى أنها قد دخلت مع الفرنسيين عهدا من التحدي والمواجهة لم تعرفه من قبل ، وهو العهد الذي انتهى مجازر 8ماي 1945 مظاهرات ومجازر 8 ماي 1945 1- الوضع في الجزائر قبل مجازر 8 ماي 1945 كانت الجهود مبذولة بين أعضاء أحباب البيان والحرية لتنسيق العمل وتكوين جبهة موحدة، وكانت هناك موجة من الدعاية انطلقت منذ جانفي 1945 تدعوا الناس إلى التحمس لمطالب البيان. وقد انعقد مؤتمر لأحباب البيان أسفرت عنه المطالبة بإلغاء نظام البلديات المختلطة والحكم العسكري في الجنوب وجعل اللغة العربية لغة رسمية، ثم المطالبة بإطلاق سراح مصالي الحاج.وقد أدى هذا النشاط الوطني إلى تخوف الفرنسيين وحاولوا توقيفه عن طريق اللجان التي تنظر إلى الإصلاح، وكان انشغالهم بتحرير بلدهم قد أدى إلى كتمان غضبهم وظلوا يتحينون الفرص بالجزائريين وكانوا يؤمنون بضرورة القضاء على الحركة الوطنيةالوضع في الجزائر قبل مجازر 8 ماي 1945 كانت الجهود مبذولة بين أعضاء أحباب البيان والحرية لتنسيق العمل وتكوين جبهة موحدة، وكانت هناك موجة من الدعاية انطلقت منذ جانفي 1945 تدعوا الناس إلى التحمس لمطالب البيان. وقد انعقد مؤتمر لأحباب البيان أسفرت عنه المطالبة بإلغاء نظام البلديات المختلطة والحكم العسكري في الجنوب وجعل اللغة العربية لغة رسمية، ثم المطالبة بإطلاق سراح مصالي الحاج.وقد أدى هذا النشاط الوطني إلى تخوف الفرنسيين وحاولوا توقيفه عن طريق اللجان التي تنظر إلى الإصلاح، وكان انشغالهم بتحرير بلدهم قد أدى إلى كتمان غضبهم وظلوا يتحينون الفرص بالجزائريين وكانوا يؤمنون بضرورة القضاء على الحركة الوطنية.مظاهر الاحتفال بنهاية الحرب الثانية: كان زعماء الحركة الوطنية يحضرون إلى الاحتفال بانتصار الحلفاء على النازية، عن طريق تنظيم مظاهرات تكون وسيلة ضغط على الفرنسيين بإظهار قوة الحركة الوطنية ووعي الشعب الجزائري بمطالبه، وعمت المظاهرات كل القطر الجزائري في أول ماي 1945، ونادى الجزائريون بإطلاق سراح مصالي الحاج، واستقلال الجزائر واستنكروا الاضطهاد ورفعوا العلم الوطني، وكانت المظاهرات سلمية.وادعى الفرنسيون انهم اكتشفوا (مشروع ثورة) في بجاية خاصة لما قتل شرطيان في الجزائر العاصمة، وبدأت الإعتقالات والضرب وجرح الكثير من الجزائريين. ولما أعلن عن الاحتفال الرسمي يوم 7 ماي، شرع المعمرون في تنظيم مهرجان الأفراح، ونظم الجزائريون مهرجانا خاصا بهم ونادوا بالحرية والاستقلال بعد أن تلقوا إذنا من الإدارة الفرنسية للمشاركة في احتفال انتصار الحلفاء المظاهرات خرج الجزائريون في مظاهرات 8 ماي 1945ليعبروا عن فرحتهم بانتصار الحلفاء، وهو انتصار الديمقراطية على الدكتاتورية، وعبروا عن شعورهم بالفرحة وطالبوا باستقلال بلادهم وتطبيق مبادئ الحرية التي رفع شعارها الحلفاء طيلة الحرب الثانية، وكانت مظاهرات عبر الوطن كله وتكثفت في مدينة سطيف التي هي المقر الرئيسي لأحباب البيان والحرية، ونادوا في هذه المظاهرات بحرية الجزائر واستقلالها المجازر كان رد الفرنسيين على المظاهرات السلمية التي نظمها الجزائريون هو ارتكاب مجازر 8 ماي 1945، وذلك بأسلوب القمع والتقتيل الجماعي واستعملوا فيه القوات البرية والجوية والبحرية، ودمروا قرى ومداشر ودواوير بأكملها.ودام القمع قرابة سنة كاملة نتج عنه قتل كثر من 45000 جزائري، دمرت قراهم وأملاكهم عن آخرها. ووصلت الإحصاءات الأجنبية إلى تقديرات أفضع بين 50000و 70000 قتيل من المدنيين العزل فكانت مجزرة بشعة على يد الفرنسيين الذين كثيرا ما تباهوا بالتحضر والحرية والإنسانية الإنجازات التاريخية:إن الجانب التاريخي للبلدية لا يقلأهمية عن الجوانب الاقتصادية والاجتماعية لأنه سيبقي شاهدا على تضحيات أبناء المنطقة من جهة وهمجية الاستعمار الفرنسي ووحشيته من جانب آخر ففي الثامن ماي 1945 وكغيرها من مناطق البلاد ، شهدت المنطقة مجازر رهيبة ذهب ضحيتها حوالي 68 شخصا منأبطالها الذين سقطوا برصاص العدو بعد محاولتهم التعبير عن رغبتهم في الإستقلالوالحرية كما تعرضت المنازل والمداشر للحرق والتهديم .وتخليدا لتضحيات هؤلاء الرجال وإبرازا لبطولاتهم للأجيال الصاعدة ، أقيم خصيصا لهذا الغرض معلم تذكاري بمدخل المدينة يخلد ذكرى 8 ماي 1945-جدارية خاصة بالقرب من مقبرة الشهداء تخلد أسماء شهداء 8 ماي 1945-- أدرجت أسماء الشهداء وعدد المنازل والقري والمداشر المحروقة ضمن المصنف التاريخي الصادر عام 1998 عن مديرية ومنظمة المجاهدين بالولاية تحت عنوان حرب الجزائر ومراكز الجيش الفرنسي للقمع والتعذيب بولاية سطيف 1954-1962 . إن أحداث 1945 قد عرضت المنطقة لحصار استعماري شديد، لكن رغم ذلك لم تكن منأي عن الثورة التحريرية المباركة 1954 وشاركت بخيرة أبنائها، لتقدم تضحيات جسام في ساحة الشرف فداء لحرية هذا الوطن ولم ينس رفقاء الكفاح وجيل الإستقلال هذه التضحيات حتى تبقي راسخة في الأذهان وتأكد أن الحرية لم تكن هبة. بل بفضل تضحيات رجال صدقوا ما عاهدو لله عليه, ولهذا الغرض أقيم خصيصا - مقبرة الشهداء التي تضم 70 قبر . - كتاب الشهيد الرخامي تخليدا لشهدائها الأبطال . - 05 معالم تذكارية خليدة للشهداء وأحداث بارزة عرفتها المنطقة خلال حرب التحرير الوطني - تسمية العديد من المؤسسات العمومية بأسماء شهداء ورموز الثورة بلغ عددها 63 تسمية أحداث 8 ماي 1945 بعينالكبيرة::عرفت عين الكبيرة أحداثا دمويةكغيرها من مناطق الوطن حيث تميزة الأوضاع العامة بما يلي:الوضع السياسي:لم تكن منطقة عين الكبيرة بمعزل عن النشاط السياسي ، حيث يوجد بها مكتب لحركة أحباب البيان والحرية يشرف عليه المرحومان بلميهوب الحواس كمنسق واولمان بوجمعة المدعو مولود كأمين عام وسياري خليفة و سمارة بوزيد كعضوين نشيطين بالحزب ، يتصل أعضاء المكتب بالسيد مصطفاوي الهادي لدفع الاشتراكات المقدرة بـ 25 فرنك فرنسي قديما آنذاك . وقد نشطت مجموعة المناضلين باسم حزب الشعب الجزائري المحضور رسميا( تعرض للحل عام 1939 ) منهم رشيد بوجليدة ، قدور بولحية عبد السلام بالعيد ، براهيم بولقري ،محمد معيزة ’ساعدبن زايد ولقديم لمنور . وقامت جمعية علماء المسلمين الجزائريين حسب أحد أعضائها المدعو سمارة مولود بتأسيس مدرستين احداهما في بني عزيز درس بها الشيخ أحمد حكيمي والثانية بخراطة درس بها المرحوم الربيع بوشامة ، أما الإدارة الفرنسية فيمثلها الحاكم روسوروني ونائبه بانسيل وبمساعدة أربعة عشر من القيادة ، وقد أستخدمت مختلف أساليب القهر و الاستبداد على سكان المنطقة فعل سبيل المثال لا الحصر ، لم تكن تسمح لهم بالدخول والخروج من وإلى المنطقة إلا بترخيص منها . الوضع الاقتصاديوالاجتماعي: نتج عن الوضع السياسي أوضاع اقتصادية متدهور للغاية حيث سيطر المعمرون على النشاطات الاقتصادية الأراضي الزراعية ، فقد نزل سرب من السفاكين استطاعوا أن يستولوا على الأراضي بفضل تشريعات صدرت لهذا الغرض منها قرار 21 سبتمبر 1830 الذي يسمح بمصادرت أملاك الوقف والباليك قصد توزيعها على الأوروبيين الوافدين .ويعتبر هذا النوع من الملكية المصدر الأساسي لحياة الغالبية من السكان .ومن المعمرين المستفدين من هذا القرار المعمر فابر هنري الذي كان يملك لوحده 1200 هكتار والكونت بيرو والمزارع جميني جلبار و شارلو التاجرومازوكا الطيب بينما كان سكان المنطقة يعانون الإستغلال الفاحش (الخماسة ) مما أنعكس سلبا على الأوضاع الاجتماعية حيث أنتشرت المجاعة وأصبح السكان يقتاتون من عشب الحقول وأوراق الأشجار فأدي ذلك غلى أنتشار الامراض مثل التف وئيد وارتفاع عدد الوفيات وما زاد الوضع سوءا هو الجفاف الذي أصاب المنطقة خلال هذه الفترة كذا زحف الجراد . لقد تولد عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي الوخمين علاقات حقد وكراهية بين المواطنين والمستوطنين . ويروي شهود عيان في هذا المجال أن المجال أن أهالي المنطقة كانوا يخرجون منها وقت القيلولة حتى لا يزعجوا المعمرين كما جندت السلطة الفرنسية الكثير من أبناء المنطقة للدفاع عنها في الحرب العالمية الثانية. الأحداث يوم 8 ماي :1945يجمع من عاشوا الأحداث يوم 8 ماي 1945 أن الذي نقل خبر بداية الأحداث من سطيف هو المرحوم ضيافات عمار المدعو عمار العدواني ، الذي جاء بسيارته التي وقع لها عطب في العجلات تجاهلها السائق ليتمكن من الوصول إلى مدينة عين الكبيرة حيث نادي بصوت مرتفع " الله أكبر " ويروي لهم ما حدث بمدينة سيطف ويخبرهم بمقتل الحاكم والخليفة بدوار الضيافت ( الطريق المؤدي إلى المدينة ) .وكان ذلك على الساعة الثانية زوالا ، فبادر السكان إلى مهاجمة مركز البريد والمواصلات فقتلوا قابضه بيار صوبانوإبنه وقطعوا الاتصال الخارجي ، لينتقلوا بعدها إلى مخزن الأسلحة الذي فتحه الحارس " عمار بوقندورة "وتمكنوا من الإستلاء على الأسلحة والذخيرة الحربية منها 75 بندقية وحوالي خمسة صناديق للذخيرة . بدأت مشاداة عنيفة بين السكان والمستوطنين ، تبادلوا فيها طلقات النار مما أدي إلى سقوط 15 معمر وفي بعض الروايات 17 قتيلا من بينها المعمر الكبير "فابر هنري " الذي قتل مع حارسين عسكريين و" موريل أودلف أليكسي " و " كارمي شارل " أم بقية المعمرين فقد إختبأوا في خندق بدار أحدهم وفكر الثائرون بعد معرفة المكان في الحصول على البنزين من مكتب الحاكم لحرقهم إل أن وصول الشاحنات العسكرية حال دون ذلك ، حيث تأهب المتظاهرون لمواجهتها فكانت النتيجة إصابة أحدهم وفي نفس الوقت وصل سرب من الدبابات إلى مشارف المدينة إذ حاول ثلاثة مواطنين التصدي لها ليتمكن من كانوا داخل المدينة من الفرار قبل أن تبدأ الدبابات في عملية القصف . وفي الوقت نفسه فر السكان إلى المناطق المجاورة قبل وصول النجدات العسكرية غير أن زوجة الحاكم وقوة عسكرية إنتقلت إلى أولاد عدوان ( الشرشور ) لتثأر لزوجها ، فأمرت بحرق دشرة بأكملها قتل على أثرها 17 شخصا . وبعد إدراك مقتل زوجها بجهة أخري ( قرية الضيافات ) إنتقلت إليها مباشرة لترتكب نفس الجرائم . ما هي الإجراءات القمعية التي إتخذتها فرنسا بعد اليوم الأول:في اليوم الموالي ، إنتهجت فرنسا سياسة الترغيب الترهيب في حق السكان ، ففي بادئ الأمر إعتمدت على دور "القياد" الذين رفعوا رايات بيضاء مطالبين السكان بالاستسلام وتسليم دلوها على المشاركين في الأحداث لتتوالى الإعتقالات الواسعة للسكان الذين بقي معضمهم في حالة فرار حتى الإستقلال ، وقامت قواتها العسكرية البرية والجوية بما فيها اللفيف الأجنبي بتدمير القرى والمداشر التي فر إليها سكان البلدة ، وارتكبت مجازر رهيبة في حقهم ليستمر الوضع على هذه الحال لأكثر من أسبوعيناكتشاف مجازر 8 ماي 1945:قال البروفيسور لوران، أمس، في لقاء مع الصحفيين بمقر السفارة الأمريكية بالجزائر، ''عندما علمت بأحداث 8 ماي 1945 صدمت كثيرا لسببين: أولا، لبشاعتها، وثانيا لأنني لم أسمع بها من قبل وأنا الذي كتبت وقرأت عدة كتب في التاريخ''· وقد عرف هذا المناضل في حقوق الإنسان مجازر 8 ماي 45 عندما زار المتحف الوطني للجيش بالجزائر، وذكر أن ما يعرفه العالم عن ماي 45 هي تلك الاحتفالات التي عرفها العالم بانتصار الحلفاء، لكن لم يكن متيسرا معرفة الحقيقة التاريخية الأخرى، وهي المجازر التي وقعت في الجزائر· وقال معلقا على هذه المفارقة أن التاريخ يكتبه المنتصر، وهو ما يعني أن التاريخ ليس دقيقا، ''ولذلك أعتقد أن الحقيقة التاريخية سوف تذكر''· وأضاف في ذات السياق ''هناك جزء فقط من الحقيقة قيل حول أحداث ماي 1945، لكن من الضروري قول كل الحقيقة التاريخية، هذه مسلمة بالنسبة لي··''· وعن سؤال حول إن كانت في الاستعمار جوانب إيجابية، على خلفية ردات الفعل التي أعقبت صدور القانون الممجد للاستعمار في فرنسا السنة الماضية، أوضح البروفيسور لوران أنه يجب أن يتحلى الفرنسيون والجزائريون بالنزاهة في تحليلهم لتاريخهم، فإن حصل وإن وجدنا جوانب إيجابية في الاستعمار فهي لا تساوي في شيء ما أقدمت عليه القوة الاستعمارية من حرمان الناس من حريتهم· وواصل في ذات السياق قائلا ''لقد مارست الولايات المتحدة العبودية في مرحلة معينة من تاريخها، ولكن لا أحد يمكنه أن يكون مرتاحا لهذه الحقبة ويفتخر بها''· وفضل البروفيسور لوران ''إجابة فلسفية'' كما قال، حول سؤال عن المصالحة الوطنية في الجزائر وما إن كان الكف عن البحث عن الحقيقة سيحل الأزمة، فقال ''أحيانا التاريخ صعب التسيير ويجعل الناس في وضعية غير مريحة، حتى أنهم يفكرون في تركه''، خالصا إلى القول أنه يتعين على كل أمة أن تقرر ما تريده لكن الحقيقة يجب أن تقال· نفس المتحدث رفض فكرة الخصوصية في حقوق الإنسان، مشيرا أن هناك معايير عالمية يجب أن تلتزم بها كل الدول· كما انتقد التضييق على حقوق الإنسان حجة حماية الأمن القومي مشيرا أن هناك معادلة تقول أنه إذا لم تكن هناك حرية فليست هناك عدالة وإذا لم تكن عدالة فليس هناك أمن·الخاتمة:لقد ضحى شهداء الثورة من أجل تحرير الأرض الجزائرية وتخليصها من أيدي الغزاة الأجانب. ورد الاعتبار للمواطن الجزائري كمالك سيد في أرضه بعد أن كان مستخدما لدى الغزاة الأجانب وعملائهم. ورد الاعتبار للهوية الجزائرية تاريخا وحضارة. هذا هو الاستقلال الذي من أجله ضحى الرجال الشرفاء وقاتلوا عدوهم المجرم دون هوادة حتى انتصروا عليه. وهذه هي الأرضية الشرعية التي تنطلق منها المطالبة الجادة والحازمة بالاعتذار والتعويض والتي ترغم فرنسا على الاذعان لأصحاب الحق دون مساومة ولا مراوغة و لا تسويف. فالمجد والخلود لشهدائنا الأبرار. | |
|