أوجستو بينوشيه أوجستو خوسيه رامون بينوشيه أوغارتا (25 نوفمبر 1915 - 10 ديسمبر 2006) هو الحاكم الديكتاتوري التشيلي السابق، و أحد أشهر جنرالات
الولايات المتحدة في منطقة
أمريكا اللاتينية، والمسئول الأول عن مقتل الرئيس التشيلي المُنتخب
سلفادور أليندي في ظروف غامضة.
if (window.showTocToggle) { var tocShowText = "إظهار"; var tocHideText = "إخفاء"; showTocToggle(); }
صورة عامة كان الجنرال أوغستو خوسيه رامون بينوشيه أوغارتا المولود في 25 نوفمبر
1915 رئيس الحكومة التشيلية العسكرية منذ العام 1973 و حتى العام 1990
حاكماً عسكرياً مطلقاً، ينسب إليه وإلى عهده الكثير من المفاسد السياسية و
المالية، ويتهم بالديكتاتورية، والتعذيب، واستخدام الاغتيال السياسي،
والإخفاء، والتشويه وسائل للتفاهم مع المعارضة.
في نوفمبر من العام 1970 وصل الزعيم الإشتراكي
سلفادور أليندي إلى رئاسة
تشيلي في انتخابات حرة و مباشرة لم تعجب
الولايات المتحدة، ذلك أن
أمريكا اللاتينية كانت تمور وقتها
بالإشتراكية، و العداء
للرأسمالية، لدرجة جعلت الكثير من القسس يتركون وظائفهم الكنسية في معقل
الكاثوليكية و يتجهون للإشتراك في الثورة، و التحريض ضد فساد الحكام الرأسماليين المرضي عنهم من
الولايات المتحدة، و ذلك في فترة
المد الاشتراكي العالمي، و الحرب الباردة.
اتخذ طبيب الفقراء سياسات شجاعة ضربت مصالح الإمبراطورية الأمريكية في
تشيلي بانتصارها لجانب الفقراء، و ميولها
الإشتراكية الواضحة.
قررت
الولايات المتحدة أن
سلفادور ألينديخطر كبير يتهدد مصالحها، لكنها لم تستطع الطعن و التشكيك في شرعيته كحاكم
ذلك لأنه فاز في الانتخابات بطريقة شريفة، لذا، قررت الإمبراطورية الكشف
عن وجهها القبيح، و القضاء على أحلام الشعب التشيلي، و الشعوب الفقيرة في
العالم، و كان رجلها المختار لهذا هو الجنرال
أوغستو بينوشيه قائد الجيش الذي استولى على السلطة بإيعاز أمريكي في الحادي عشر من سبتمبر عام 1973، و حاصر القصر الرئاسي بدباباته مطالباً
سلفادور ألليندي بالإستسلام و الهروب، لكن
ألليندي رفض، و ارتدى الوشاح الرئاسي الذي ميز
رؤساء تشيلي طوال قرنين من الزمان، ليسقط شهيداً في القصر الرئاسي رافضاً التخلي عن حقه الشرعي.
بدأ أوغستو بينوشيه عهده العسكري بقتل الرئيس المفضل للشعب، و
استمر حاكماً سبعة و عشرين عاماً كان فيها مخلب القط الأمريكي في المنطقة،
و العدو الأول لكل مفكري و كتاب و أحرار
أمريكا اللاتينية.
شهد عهده اغتيال الجنرال
عمر توريخوس رجل
بنما القوي، و الذي كان عائقاً في وجه الهيمنة الأمريكية الشاملة على القناة، و شكل مع
نوريجا الحاكم البديل لـ
بنما و
رافاييل ليونداس تروخيو حاكم
الدومينيكان أسوأ وجوه الديكتاتورية التابعة لأمريكا في عالم شهد ديكتاتوريات عديدة، كـ
سالازار في
البرتغال، و
فرانكو في
إسبانيا، و
تشاوشيسكو في
رومانيا.
غير أن بينوشيه لم ينته في سجن أمريكي مداناً بالإتجار بالمخدرات كما انتهى
نوريجا، اللعبة الأمريكية هو الآخر، و لا انتهى مقتولاً على يد شعبه كما انتهى
ليونداس تروخيو– رغم أنه تعرض لمحاولات اغتيال - ، بل انتهى مخلوعاً على يد شعبه الذي
خلعه رغم قوة نظامه العسكري و أنهى سبعة و عشرين عاماً من خنق الحريات على
يد واحد من أسوأ أنظمة العالم الديكتاتورية.
في الحادي عشر من سبتمبر 1973 اقتحم أوغستو بينوشيه و رجاله القصر الرئاسي، قتلوا
أليندي، حلوا الكونجرس التشيلي، و علقوا الدستور، أعلنوا أنفسهم المجلس العسكري الحاكم، و حرموا الأحزاب السياسية اليسارية التي شكلت تحالف
ألينديالحاكم، منعوا أي نشاط سياسي، و مارسوا الإرهاب السياسي. طاردوا اليساريين
في كل أنحاء البلاد، و نتيجة لأفعال المجلس العسكري، قتل أكثر من ثلاثة
آلاف تشيلي أو اختفوا، كما عُذب و سُجن أكثر من سبعة و عشرين ألفاً، و
نُفي الكثيرون، أو هربوا طالبين اللجوء السياسي، و منهم السياسية التشيلية
إيزابيل أليندي ابنة
سلفادور أليندي، و الروائية التشيلية الأعظم
إيزابيل أليندي ابنة أخيه.
Pinochet (left) and Allende in 1973
في العام 1980 أُقر دستور جديد للبلاد، و استفتاء بمرشح واحد للسلطة،
لكن البلاد التي كانت تمور بالكراهية لنظام بينوشيه، و الضغوط الدولية
المتزايدة، أعادت القاعدة المدنية إلى البلاد، منذ العام 1988، حين رفض
الكونجرس إقرار دستور يتيح لـ بينوشيه حكم البلاد طوال حياته و فضل
بينوشيه، الذي كان لا يزال محتفظاً بنفوذه الكبير سياسياً و عسكرياً، أن
يتنازل عن رئاسة البلاد لـ
باتريشيو أيلوينالرئيس المنتخب ديموقراطياً عام 1989، و ذلك في العام 1990، لكنه حافظ على
منصبه كقائد للجيش حتى 1998، حين أخذ مقعداً في مجلس الشيوخ طبقاً
لتعديلات دستورية أقرت في 1980.
في عام 2002 ، سافر رجل
تشيلي القوي، الحاكم الديكتاتور العجوز الذي بقي يتمتع بنفوذ هائل على الحياة السياسية في تشيلي
إلى بريطانيا لإجراء فحوص طبية، و بينما كان هناك، أعتقل بتفويض قضائي أصدره القاضي الإسباني
بالتاسار جارسون، و بقي قيد الإقامة الجبرية لأكثر من سنة، قبل أن يتم إطلاق سراحة لأسباب طبية، عاد إلى
تشيلي،و ترك مقعده كسيناتور، بعد قرار من المحكمة العليا بأنه يعاني من ((خرف
وعائي)) لا يمكن معه أن يُحاكم لأفعاله، ثم في مايو 2004 حكمت محكمة تشيلي
العُليا بناء على تصرفاته بإنه قادر على الصمود في محاكمة، و بدأت محاكمته
في ديسمبر من العام نفسه لتهم تتعلق بحقوق الإنسان.
مؤيدو بينوشيه يفتخرون بتفاديه لما سُمي بداية
الشيوعية في
تشيلي،و قتال الجماعات الإرهابية الثورية مثل مير MIR، و تطبيق سياسات السوق
الليبرالية الجديدة التي وضعت الأساس للنمو الإقتصادي السريع الذي استمر
حتى الثمانينات.
أما معارضوه فيتهمونه بتحطيم
ديموقراطية تشيلي،و اتباع سياسية إرهاب الدولة المنظم التي قتلت و عذبت آلاف المعارضي، و
تفضيل مصالح الفئة الثرية الحاكمة، بتبني سياسيات إقتصادية آذت ذوي الدخل
المتدني، و خدمت النخبة الثرية.
سيرة مفصلة ولد أوغستو بينوشيه أوغارتا في والبارايسو في الخامس و العشرين من
نوفمبر عام 1915 ابن أوغستو بينوشيه فيرا، و أفيلينا أوغارتا مارتينيز.
درس الابتدائية و الثانوية في كلية القديس رافاييل و كذلك معهد
كويلوتا (الإخوة ماريست) و هم المبشرون الفرنسيون في والبارايسو، و دخل
المدرسة العسكرية في 1933 ليتخرج منها بعد أربع سنوات برتبة ألفاريز
(مُلازم ثان) في المشاة.
تزوجح في الثلاثين من يناير عام 1943 من لوتشيا هيريارت رودريغز،
و أنجب منها خمسة أطفال، ثلاث بنات (إينيس لوتشيا، ماريا فيرونيكا، جاكلين
ماري)، و ولدان (أوغستو أوزوالدو و ماركو أنطونيو).
عاد إلى الأكاديمية العسكرية في خمسة و أربعين ليواصل دراساته
فيها، و قوطعت هذه الدراسات في 1948 عندما اتجه لإخماد تمردات مناطق الفحم
في لوتا.
بعد حصوله على لقب ضابط رئيس هيئة الأركان في 1951 اتجه إلى
التدريس في الأكاديمية العسكرية، و في نفس الوقت عمل كمساعد أستاذ في
أكاديمية الحرب، و كان اختصاصه التصانيف الجغرافية، كما نشط في تحرير مجلة
(تشين أجويلاس) مائة نسر العسكرية.
في بداية 1953 أرسل إلى أريكا برتبة عسكرية عليا، ثم عُين أستاذاً في أكاديمية الحرب، و عاد إلى
سانتياغو عاصمة
تشيلي لأجل منصبه الجديد، كما حصل على البكالوريا و دخل كلية الحقوق في
تشيلي.
في 1956 أرسل مع مجموعة من الضباط الشباب إلى مهمة عسكرية في
الإكوادور فقوطعت دراسته للحقوق، لكنه عوض عنها بالاستمرار في دراسة
الجغرافيا السياسية و العسكرية، و الإستخبارات العسكرية. و بقي في هذه المهمة ثلاث سنوات و نصف عاد في نهايتها إلى
تشيلي،و أُرسل إلى مقر القيادة العامة للتقسيم العسكري في أنتوفاجاستا، و في
السنة التالية عُين قائداً لفوج (إزميرالدا)، و بسبب نجاحه في هذا الموقع
عُين رئيساً لثانوية تتبع أكاديمية الحرب في 1963.
في 1968 سُمي رئيس أركان الفرقة الثانية للجيش، و في العام التالي رُقي إلى رئيس الأركان في
سانتياغو و حصل على رتبة بريجادير جنرال (عميد). و عُين أيضاً قائداً لمقاطعة تاراباسا.
في 1971 رُقي إلى رتبة جنرال فوج و صار قائد حامية
سانتياغو ، و في 1972 صار رئيس هيشة الأركان خلال نزاع محلي متصاعد سبق ولاية
سلفادور ألليندي، و عُين القائد الأعلى للجيش في الثالث و العشرين من أغسطس 1973 من قبل الرئيس
سلفادور ألليندي.
الانقلاب العسكري وصل الجنرال بينوشيه إلى السُلطة في انقلاب سبتمبر 1973، حين قصفت
القوة الجوية التشيلية القصر الرئاسي في الحادي عشر من سبتمبر، بينما
اقتحم القصر من قبل جنود المشاة و الدبابات. رئيس
تشيلي المنتخب
سلفادور أللينديرفض الاستسلام، و قُتل أثناء الاجتياح للقصر، و لمقتله روايتان متنازعتان،
الأولى رسمية تُفيد بأنه انتحر بطلقات مسدس رشاش كتب على كعبه المذهب: (
إلى صديقي الطيب سلفادور من فيديل كاسترو)، و الأخرى يعتنقها مؤيدوا
ألينديبقوة و بشكل موحد، تُفيد بقتله على أيدي الإنقلابيين، و هناك نسخة أخرى من
رواية القتل تصر على أنه قُتل في معركة على بعد خطوات من القصر الرئاسي.
الزُمرة الجديدة الحاكمة تكونت من:
- الجنرال أوجستو بينوشيه عن الجيش.
- الأدميرال خوسيه توريبيو ميرنو عن القوات البحرية.
- الجنرال غوستافو لاي عن القوات الجوية.
- سيزار ميندوزا عن قوات الكارابينيروس (الشرطة العسكرية الموحدة).
و كان بينوشيه يرأس الفئة الأقدم و الأكثر قوة، وغرضه من هذا التقسيم
توزيع السلطة بينه و بين الزمرة، و الإيحاء بأن المجلس العسكري شوروي، لكن
الحقيقة هي أن هذه الزمرة سُرعان ما تورطت في أعمال غير مشروعة، و تحولت
إلى حكومة اشتهرت عالمياً بانتهاكاتها الحادة لحقوق الإنسان، و بالتسبب
بالكثير من (الإختفاءات)، و منذ بدايته كسب بينوشيه عداء كُتاب
أمريكا اللاتينية الأشهر كالحائز على
نوبل الكولمبي
غابرييل غارسيا ماركيز الذي كتب كتاباً عن نظامه أسماه (مهمة سرية في تشيلي)، و استلهم سيرته في روايته الشهيرة (
خريف البطريرك). و كذلك الروائية التشيلية الأعظم
إيزابيل أليندي التي استعادت إنقلابه العسكري في روايتها (بيت الأرواح) و كتبت عن فظائع نظامه، بالإضافة إلى البيروفي
ماريو بارغاس ليوسا، و حتى الكاتب الإنجليزي الشهير
غراهام غرينالذي كان من أكبر مُعاديه، و بإيجاز، كان بينوشيه و نظامه العدو الأكبر
للصف الأول من المثقفين و الأدباء العالميين. و لم يفعل هو ما من شأنه
تخفيف هذا العداء بل إنه أمعن في تحويل
تشيلي إلى سجن كبير.
في مذكراته، يقول بينوشيه أنه كان المسئول الأول عن الإنقلاب،
والمخطط له مستفيداً من مكانه كقائد للجيش، بينما يؤكد الآخرون بأن
الإنقلاب بدأته البحرية، و أنه كان متردداً و لم يحسم أمره حتى قبل أيام
من الإنقلاب الذي دبر بإملاء أمريكي.
وعندما امتلكت الزمرة العسكرية السلطة، دعم بينوشيه سلطته بإعلان
نفسه زعيماً على الزمرة و عين نفسه (كابتن جنرال) أو النقيب جنرال، وهو
لقب حمله الحكام الاستعماريون الإسبان لـ
تشيلي سابقاً، و كذلك حمله
برناردو أوهيغينز بطل حرب استقلال
تشيلي وأول رئيس لها. ومن ثم في
27 يونيو 1974 أعلن نفسه رئيس
تشيلي.
عارض قائد القوات الجوية الجنرال لاي سياسات بينوشيه بشكل متزايد
فُطرد من الزمرة في الرابع و العشرين من يوليو 1978 و استبدل بالجنرال
فرناندو ماتهي.
بينوشيه ونظيره الأرجنتيني,
Jorge Rafael Videlaو خلال العامين 1977 و 1978 كانت
تشيلي على شفير الحرب مع
الأرجنتين– المحكومة أيضاً بنظام عسكري – على ملكية الجزر الاستراتيجية الثلاث
(بيكتون، لينوكس، و نيوفا)، و قد تدخل أنتونيو ساموري مبعوث البابا
يوحنا بولس الثانيكمبعوث لحل الأزمة، و نجح في مهمته لنزع فتيل حرب شاملة، و بتوقيع معاهدة
الصداقة و السلام ( تراتادو دي باز إي أميستاد) بين البلدين في 1984، و
الجزر محل التنازع تتبع
تشيلي الآن.
سياسة بينوشيه الإقتصادية تبنى بينوشيه الطروحات الإقتصادية الرأسمالية، و اقتصاد السوق المفتوح، و أعلن صراحة بأنه يطمح لـ:
"جعل تشيلي أمة من رجال الأعمال، لا البروليتاريين"، و لتنفيذ سياسته اعتمد في رسم اقتصاده على أولاد
شيكاغو المدعين من خريجي الجامعات الأمريكية المتأثرين بسياسات
ميلتون فريدمان (منظر إقتصادي رأسمالي) الإقتصادية.
أطلق بينوشيه عصر إلغاء التنظيم و الخصخصة الإقتصادية، و لإنجاز
أهدافه، ألغى الحد الأدنى من الأجور، أبطل حقوق اتحاد العمال، خصخص نظام
الراتب التقاعدي، الصناعات الرسمية، و البنوك، خفض الضرائب على الثروات و
الأرباح.
مؤيدو هذه السياسات (من بينهم
ميلتون فريدماننفسه) لقبوه بـ "معجزة تشيلي"، بسبب 35% من الزيادة لحصة كل فرد في الناتج
المحلي الإجمالي من 1960 إلى 1980، لاحقاً من 1990 إلى 2000 زاد بحوالي
94% لكن بينوشيه لم يعد في السلطة.
و يعارض المعارضون مثل
نعوم تشومسكي(مفكر عالمي حر، مشهور بتأملاته في الحالة الأمريكية المعاصرة، و وصل
العداء بينه و بين سدنة الإمبراطورية الأمريكية إلى حد مُطالبة البعض
بتجريده من جنسيته الأمريكية) هذه العناوين، مشيراً إلى أن معدل البطالة
ارتفع من 4.3% في 1973 إلى 22% في عام 1983، بينما هبطت الأجور الحقيقية
بنسبة 40% .
وهناك خلاف بين الإقتصاديين حول صحة هذه النسب، ذلك أن كل فريق
ينتقي النسب التي تدعم وجهة نظره، و يصعب الفصل بين الفريقين، أيهما محق.
على أي حال، استطاع بينوشيه علاج هذه القضايا في سنواته الأخيرة
كرئيس حيث انخفضت البطالة إلى 7.8% بحلول 1990، و عولجت مشاكل النقص أثناء
السنوات الأخيرة من إدارة
ألليندي أيضاً.
الخصخصة، تخفيض الإنتاج الوطني، و سياسات العمل الحرة، كلها أثر سلباً على طبقة
تشيلي العاملة، لكنه حتماً أراح الطبقة الثرية و أطلق لها المجال لتثري دون حد.
- تُعبر إيزابيل أليندي عن هذه الحالة في رواية بيت الأرواح على لسان الحفيدة بالقول: "لم يكن جدي قادراً على متابعة ثرواته، كان يكفي أن يتركها في البنوك لتتضاعف وحدها" –
تضمنت سياسات
أليندي الإقتصادية تأميم الشركات الأجنبية، خصوصاً شركات
الولايات المتحدة، و التي كانت تملك امتياز مناجم النحاس في
تشيلي، و كان هذا سبباً هاماً في معارضة الحكومات الغربية لحكومة
أليندي الماركسية، بالإضافة إلى علاقته الودية
بالاتحاد السوفيتي و
كوبا، و مُعظم المعارضة الداخلية له جاءت من قطاع العمل، و تفيد وثائق مؤكدة بأن
المخابرات المركزية الأميركيةمولت إضراب سائقي الشاحنات الذي تسبب في الفوضى الاقتصادية التي سبقت
الإنقلاب كما مولت الإنقلاب (فعلت الولايات المتحدة الشيء نفسه بعد ثلاثين
عاماً بتمويل معارضي
هوغو شافيز في
فنزويلا).
سحق المعارضين خلال سبعة عشر عاماً أمضاها بينوشيه في الحكم، منعت الزمرة كل أشكال
النشاط السياسي، و خصوصاً نشاط اليساريين و الاشتراكيين و المتعاطفين مع
الشيوعية أو مع حم
سلفادور ألليندي،و قامت بتصفية و تشريد المثقفين اليساريين، و تسببت بالكثير من
الإختفاءات، و تمكنت "لجنة تحقيق ريتيج" من إثبات 2095 حالة قتل، كما 1102
حالة اختفاء.
كذلك كان التعذيب مستخدماً بكثرة في هذا العهد، للبطش بكل المعارضين، و يذكر "تقرير فاليك" أكثر من ثمانية و عشرين ألف حالة تعذيب.
العلاقات الخارجية سُرعان ما دمرت الزمرة كل الروابط السياسية و الإقتصادية بـ
كوبا، و التي بدأت وتوثقت في عهد ألليندي و المد الثوري العالمي، كما أن الزمرة قطعت كل علاقات
تشيلي بالإتحاد السوفيتي و
المنظومة الإشتراكية تأكيداً للمصالح الأمريكية في الإنقلاب.
كانت
تشيلي، الأوروغواي، الباراغواي، بوليفيا، البرازيل، و لاحقاً
الأرجنتين تخضع في وقت متزامن لأحكام دكتاتورية انقلابية، و كونت هذه الديكتاتوريات ما يُسمى بـ "عملية كوندور" لاستهداف جميع التنظيمات
الماركسية و
الإشتراكية، و الأفراد المشتبه في ولائهم للإشتراكية في دول
أمريكا اللاتينية.
كما أن
تشيلي بينوشيه كانت الدولة اللاتينية الوحيدة التي لم تدعم
الأرجنتين في
حرب جزر الفوكلاند ضد
بريطانيا.
Pinochet
كانت علاقات
تشيلي بينوشيه مع
الولايات المتحدة الأمريكيةأولاً ثُم مع الدول التي تنضوي تحت عبائتها، و نتيجة لكون بينوشيه ممثل
المصالح الأمريكية في تشيلي، تلقى نظامه دعماً أمريكياً لا محدوداً رغم
إنتهاكاته الصارخة لحقوق الإنسان.
سقوط نظام بينوشيه في مايو 1983 بدأت المعارضة و الحركات العمالية بتنظيم الإضرابات و
العصيانات المدنية، و أثارت هذه الحركات ردود فعل عنيفة من قبل مسؤولي
تشيليالحكوميين. في 1986 اكتشفت قوات الأمن ثمانين طُناً من الأسلحة التي هُربت
إلى البلاد بواسطة جبهة مانويل رودريغز الوطنية (FPMR)، الجناح العسكري
للحزبت B1.D8.