الحزب الحاكمبتبوّأ هتلر أعلى المراتب السياسية في ألمانيا بلا دعم شعبي عارم، عمل الرجل على
كسب الود الشعبي إلالماني من خلال وسائل الإعلام التي كانت تحت السيطرة المباشرة للحزب النازي الحاكم وخصوصاً الدكتور
جوزيف غوبلز. فقد روّجت أجهزة
جوزيف جوبلزJoseph Goebbels الإعلامية لهتلر على انه المنقذ لألمانيا من الكساد
الاقتصادي و الحركات الشيوعية إضافة إلى الخطر اليهودي. ومن لم تنفع معه
الوسائل "السلمية" في الإقناع بأهلية هتلر في قيادة هذه الأمة، فقد كان
البوليس السري "
جيستابو"
ومعسكرات الإبادة والتهجبر القسري كفيل باقناعة. وبتنامي إلاصوات المعارضة
لأفكار هتلر السياسية، عمد هتلر على التصفيات السياسية للأصوات التي
تخالفه الرأي وأناط بهذه المهمة للملازم "هملر". وبموت رئيس الدولة
"هيندينبيرغ" في
2 اغسطس 1934، دمج هتلر مهامّه السياسية كمستشار لألمانيا ورئيس الدولة وتمت المصادقة عليه من برلمان جمهورية فايمار.
وندم اليهود ايما ندم لعدم مغادرتهم ألمانيا قبل
1935عندما صدر قانون يحرم أي يهودي الماني حق المواطنة إلالمانية عوضاً عن
فصلهم من أعمالهم الحكومية ومحالّهم التجارية. وتحتّم على كل يهودي ارتداء
نجمة صفراء على ملابسه وغادر 180،000 يهودي ألمانيا جرّاء هذه الإجراءات.
وشهدت فترة حكم الحزب النازي لألمانيا انتعاشاً اقتصادياً مقطوع
النظير، وانتعشت الصناعة الألمانية انتعاشاً لم يترك مواطناً ألمانيا بلا
عمل. وتم تحديث السكك الحديدية والشوارع وعشرات الجسور مما جعل شعبية
الزعيم النازي هتلر ترتفع إلى السماء.
وفي
مارس 1935، تنصّل هتلر من "
معاهدة فيرساي"
التي حسمت الحرب العالمية إلاولى وعمل على إحياء العمل بالتجنيد الإلزامي
وكان يرمي إلى تشييد جيش قوي مسنود بطيران وبحرية يُعتد بها وفي نفس
الوقت، ايجاد فرص عمل للشبيبة الألمانية. وعاود هتلر خرق اتفاقية فيرساي
مرة اخرى عندما احتل المنطقة المنزوعة السلاح "ارض الراين" ولم يتحرك
إلانجليز ولا الفرنسيون تجاه انتهاكات هتلر. ولعل الحرب الأهلية
إلاسبانيةكانت المحك للآلة العسكرية إلالمانية الحديثة عندما خرق هتلر اتفاقية
فيرساي مراراً وتكراراً وقام بارسال قوات المانية لأسبانيا لمناصرة "
فرانسيسكو فرانكو" الثائر على الحكومة إلاسبانية.
وفي
25 أكتوبر 1936، تحالف هتلر مع الفاشي
موسوليني الزعيم
إلايطالي واتسع التحالف ليشمل
اليابان، هنغاريا، رومانيا، وبلغاريا بما يعرف بحلفاء المحور. وفي
5 نوفمبر 1937، عقد هتلر اجتماعاً سريّاً في مستشارية
الرايخ وأفصح عن خطّته السرية في توسيع رقعة الأمة الألمانية
الجغرافية. وقام هتلر بالضغط على
النمساللأتحاد معه وسار في شوارع فيينا بعد إلاتحاد كالطاووس مزهواً بالنصر.
وعقب فيينا، عمل هتلر على تصعيد الأمور بصدد مقاطعة "ساديتلاند" التشيكية
والتي كان أهلها ينطقون بالألمانية ورضخ إلانجليز والفرنسيين لمطالبه
لتجنب افتعال حرب. وبتخاذل إلانجليز والفرنسيين، استطاع هتلر ان يصل إلى
العاصمة التشيكية
براغ في
10 مارس 1939. وببلوغ السيل الألماني الزبى، قرر إلانجليز والفرنسيون تسجيل موقف بعدم التنازل عن الأراضي التي مُنحت
لبولندا بموجب معاهدة فيرساي ولكن القوى الغربية فشلت في التحالف مع
إلاتحاد السوفييتي وأختطف هتلر الخلاف الغربي السوفييتي وأبرم معاهدة "عدم اعتداء" بين ألمانيا وإلاتحاد السوفييتي مع
ستالين في
23 اغسطس 1939 وفي
1 سبتمبر 1939 غزا هتلر بولندا ولم يجد إلانجليز والفرنسيين بدّاً من إعلان الحرب على ألمانيا.
الإنتصارات الخاطفةفي السنوات الاربع اللاحقة للغزو البولندي وتقاسم بولندا مع إلاتحاد السوفييتي، كانت الآلة العسكرية الألمانية لاتقهر. ففي
ابريل 1940، غزت ألمانيا
الدنمارك والنرويج وفي
مايو من نفس العام، هاجم الألمان كل من
هولندا، بلجيكا، لوكسمبورغ، وفرنسا وانهارت إلاخيرة في غضون 6 اسابيع. وفي ابريل
1941، غزا إلالمان
يوغسلافيا واليونان وفي نفس الوقت، كانت القوات إلالمانية في طريقها إلى
شمال افريقيا وتحديداً
مصر. وفي تحوّل مفاجئ، اتجهت القوات إلالمانية صوب
الشرق وغزت روسيا في نقض صريح لإتفاقية عدم إلاعتداء واحتلت ثلث الأراضي الروسية من القارة الأوروبية وبدأت تشكّل تهديداً قوياً
للعاصمة الروسية
موسكو. وبتدنّي درجات الحرارة في فصل
الشتاء،توقفت القوات إلالمانية من القيام بعمليات عسكرية في الأراضي الروسية
ومعاودة العمليات العسكرية في فصل الصيف في موقعة "ستالينغراد" التي كانت
أول هزيمة يتكبدها إلالمان في الحرب العالمية الثانية. وعلى صعيد شمال
افريقيا، هزم إلانجليز القوات إلالمانية في معركة العلمين وحالت بين قوات
هتلر بين السيطرة على قناة السويس
والشرق إلاوسط ككل.
الهولوكست "محرقة النازي" المقال الرئيسي:
الهولوكست جندي
أمريكي يقف بالقرب من حافلة تحمل أكوامًا من بقايا جثث خارج أحد الأفران
الخاصة بإحراق جثث الموتى في معسكر اعتقال Buchenwald الذي كان قد تم
تحريره مؤخرًا.
تعتبر
الصحة العنصرية (شكل من أشكال العنصرية العلمية) واحدة من الركائز التي التي أسس عليها هتلر سياساته الاجتماعية. ويستند هذا المفهوم على أفكار
آرثر دي جوبينو - وهو أحد نبلاء فرنسا - ،وعلى
علم تحسين النسل؛ وهو علم زائف يتبنى فكرة النقاء العرقي ، وعلى
الداروينية الاجتماعية؛ وهي الايدلوجية التي تتبنى فكرة أن الارتقاء البشري يحدث نتيجة للتنافس
بين الأفراد والجماعات والأمم. وعند تطبيق هذا الأفكار على البشر، تم
تفسير مبدأ
"البقاء للأصلح" على أنه يهدف إلى النقاء العرقي وإبادة كل
"من ليس جديرًا بالحياة".
وكان أول ضحايا هذه السياسة هم الأطفال من ذوي الإعاقات البدنية أو
العقلية. وكانت عمليات قتلهم تتم في إطار برنامج أطلق عليه اسم
Action T4 (برنامج القتل الرحيم).
[1] وبعد اعتراض الشعب الصاخب على هذا البرنامج، تظاهر هتلر بإيقاف العمل به، ولكن في حقيقة الأمر استمر القتل. (انظر:
Nazi eugenics تحسين النسل النازي).
فضلاً عن ذلك، في الفترة ما بين عامي 1939 و1945، قامت وحدات النخبة النازية
SS، بمساعدة بعض الحكومات
لمتواطئة مع العدوومجندين من الدول المحتلة، بعمليات قتل منظمة أودت بحياة عدد يتراوح بين
أحد عشر مليون وأربعة عشر مليون شخص تقريبًا، واشتمل هذا العدد على حوالي
ستة مليون يهودي
[1][1] في
معسكرات الاعتقال وفي
ghetto(الجيتو؛ الأحياء التي يسكن فيها الفقراء من اليهود) وفي عمليات للقتل
الجماعي. كذلك، كانت عمليات القتل تتم بشكل أقل تنظيمًا في أماكن أخرى.
فبالإضافة إلى الأفراد الذين كان يتم التخلص منهم بالتسميم بالغاز، لاقى
كثيرون حتفهم نتيجةً للتجويع والإصابة بالأمراض أثناء
العمل بنظام السخرة (أحيانًا كانوا يعملون لصالح الشركات الألمانية الخاصة). وفضلاً عن قتل اليهود، تعرض آخرون للقتل أمثال بعض
البولنديين من غير اليهود (بلغ عددهم أكثر من ثلاثة مليون فرد) والشيوعيين أو الخصوم السياسيين وأعضاء جماعات المقاومة
والمثليين جنسيًا والأفراد المنتمين للقبائل التي تحمل اسم روما (وهي مجموعة فرعية من الغجر تستوطن أوروبا الوسطى والشرقية) والمعاقين بدنيًا والمتخلفين عقليًا
وأسرى الحرب السوفيت (ربما بلغ عددهم ثلاثة ملايين شخص) والمنتمين للطائفة المسيحية التي أطلق عليها اسم
شهود يهوه والمؤمنين بفكرة البعث الثاني للسيد المسيح والوثنيين الجدد وأعضاء النقابات العمالية والمرضى
النفسيين. وكان مجمع
معسكرات الإبادة الذي يطلق عليه
Auschwitz-Birkenauواحدًا من أكبر المراكز التي تتم فيها عمليات القتل الجماعي في ذلك العهد.
ولم يقم هتلر أبدًا بزيارة معسكرات الاعتقال، كما لم يتحدث أبدًا علنًا عن
عمليات القتل التي تتم فيها بعبارات صريحة.
وكان التخطيط
للهولوكوست (the
Endlösung der jüdischen Frage أو الحل الأخير للمشكلة اليهودية) قد تم بمعرفة القادة النازيين, ولعب الدور الرئيسي فيه هاينريش هيلمر. وبينما لم يظهر أي أمر محدد من هتلر بموافقته على القتل الجماعي الذي يتم، توجد بعض الوثائق التي تظهر موافقته على العمل الذي تقوم به
Einsatzgruppen ؛ وهي جماعات القتل التي تبعت الجيش الألماني إلى بولندا وروسيا بالإضافة إلى أن هتلر كان يبلغ بدقة بنشاطات تلك الجماعات.
وتشير الدلائل أيضًا إلى إنه في خريف عام 1941، اتفق هيلمر وهتلر على القيام بعمليات إبادة جماعية عن طريق تسمم الغاز. وفي أثناء التحقيقات التي باشرها ضباط المخابرات (ضابط المخابرات) السوفيتية والتي تم كشف النقاب عنها بعد مرور ما يقرب من خمسين عامًا، ذكر خادم هتلر - هاينز لينج - ومعاونه العسكري - اوتو جونش - أن هتلر "درس بعناية مخطط غرف الغاز." كذلك، شهدت سكرتيرته الخاصة - تراودل يونج - أن هتلر كان يعرف كل ما يحدث في معسكرات الموت .
وفي سبيل تحقيق التعاون في تنفيذ هذا "الحل الأخير"، تم
عقدمؤتمر WannseeAdolf Eichmann بالقرب من برلين في العشرين من يناير في 1942. وحضر المؤتمر خمسة عشر من كبار المسئولين . وكان يرأس المؤتمر
راينارد هيدريش وأدولف أيشمان.
وتعتبر سجلات هذا الاجتماع هي أوضح الأدلة المتاحة على التخطيط للهولوكست.
وفي الثاني والعشرين من فبراير، نقل عن هتلر قوله لرفاقه "سنستعيد عافيتنا
فقط بإبادة اليهود".
الطريق إلى الهزيمة في الثاني والعشرين من شهر يونيو في عام 1941، قام ثلاثة ملايين جندي
من القوات الألمانية بمهاجمة الاتحاد السوفيتي ضاربين بمعاهدة عدم
الاعتداء التي وقعها هتلر مع ستالين منذ عامين عرض الحائط. وتعتبر الأسباب
التي دعت هتلر إلى غزو الاتحاد السوفيتي من الموضوعات التي ثار بشأنها
جدلاً تاريخيًا كبيرًا. وقد تم إطلاق اسم رمزي على هذا الغزو وهو
Operation Barbarossa. وقد صرح بعض المؤرخين مثل
أندريس هيلجروبر أن هذه العملية لم تكن إلا "خطوة مرحلية" ضمن خطة هتلر التي أطلق عليها اسم
Stufenplan(خطة الخطوات المرحلية) والتي كانت تستهدف إخضاع العالم. ويعتقد هيلجروبر
أن هتلر قد وضع هذه الخطة في سنوات العشرينات من القرن العشرين.
[1] وعلى صعيد آخر، يرى مؤرخون آخرون مثل:
جون لوكاكس أن هتلر لم يكن لديه أبدًا خطة مرحلية لإخضاع العالم
stufenplan ، وأن غزو الاتحاد السوفيتي كان خطوة
قام بها هتلر لغرض معين بعد أن رفضت بريطانيا الاستسلام.
[1] وقد صرح لوكاكس أن السبب الذي صرح به هتلر في حديث خاص لغزو الاتحاد السوفيتي كان بالتحديد أن
وينستون تشرشلقد علق الأمل على اشتراك الاتحاد السوفيتي في الحرب إلى جانب قوات
الحلفاء، ومن ثم وجد هتلر أن الطريقة الوحيدة التي يستطيع أن يجبر
بريطانيا على الاستسلام هي القضاء على هذا الأمل. وكان ذلك هو السبب
الحقيقي الذي دفع هتلر إلى تنفيذ هذه العملية.
[1]ومن وجهة نظر لوكاكس، فإن عملية غزو الاتحاد السوفيتي كانت من هذا المنطلق
خطوة قام بها هتلر أساسًا ضد بريطانيا لإجبارها على أن تسعى للسلام معه عن
طريق تدمير أملها الوحيد في النصر، فلم تكن هذه الخطوة - في حقيقة الأمر -
ضد الاتحاد السوفيتي. ويعتقد
كلاوس هيلدبراند أن كل من ستالين وهتلر كان يخطط منفردًا للهجوم على الآخر في عام 1941.
[1]ويعتقد هيلدبراند أيضًا أن الأخبار التي انتشرت في ربيع عام 1941 عن
احتشاد القوات السوفيتية على الحدود أدت إلى اشتراك هتلر في خطة
flucht nach vorn ("الفرار إلى الأمام" وتعني مجابهة الخطر عن طريق الهجوم بدلاً من الانسحاب).
[1] وتوجد طائفة أخرى من المؤرخين تضم مجموعة متنوعة منهم مثل:
فيكتور سافوروف ويواشيم هوفمان وارنست نولت ودافيد ايرفينجتعتقد أن السبب الرسمي الذي صرح به الألمان لقيامهم بعملية غزو الاتحاد
السوفيتي في عام 1941 هو السبب الفعلي وراء هذه العملية؛ وبهذا تكون هذه
العملية "حرب وقائية" وجد هتلر نفسه مجبرًا على الدخول فيها لتفادي هجوم
سوفيتي كان سيعوقه عن تحقيق أحلامه؛ ذلك الهجوم الذي كان مقررًا له أن يتم
في يوليو من عام 1941. وتعرضت هذه النظرية لهجوم كبير وتم وصفها بإنها
خاطئة؛ وقد قام المؤرخ الأمريكي
جيرهارد فاينبرج بتشبيه المدافعين عن نظرية الحرب الوقائية بمن يعتقدون في "الحكايات الخرافية".
[1]واستولت القوات الألمانية في غزوها على أجزاء كبيرة من الأراضي التي شملت: دول
البلطيق وروسيا البيضاءوأوكرانيا. كذلك، حاصرت القوات الألمانية الكثير من القوات السوفيتية
ودمرتها، وهي القوات التي أصدر ستالين أوامره إليها بعدم الانسحاب.
وبالرغم من ذلك، فقد وجدت القوات الألمانية نفسها مجبرة على التوقف قبيل
تمكنها من دخول
موسكو مباشرةً في ديسمبر من عام 1941 بسبب
الشتاء الروسي القارس
والمقاومة السوفيتية العنيفة. وفشل الغرو في تحقيق النصر السريع الذي كان هتلر يريده. وفي الثامن عشر من شهر ديسمبر من عام 1941، سجل
هاينريش هيلمر الذي كان يحمل رتبة
Reichsführer-SSفي وحدات النخبة النازية في الدفتر الذي كان يدون فيه تفاصيل المقابلات
التي يقوم بها سؤاله إلى هتلر: "ماذا سنفعل مع يهود روسيا؟" وكانت إجابة
هتلر على السؤال: "als Partisanen auszurotten" أو "قم بإبادتهم على أنهم
أعضاء القوات غير النظامية التي تزعج القوات الألمانية المحتلة بشن
الغارات المتكررة عليها".
[1] ويعلق المؤرخ الإسرائيلي
يهودا باويرعلى هذا الموضوع بأنه يمكن اعتبار الملحوظة التي سجلها هيلمر في دفتره هي
أقوى الدلائل التي يمكن العثور عليها لإثبات الأمر الصريح الصادر من هتلر
بإنشاء الهولوكست.
[1] أدولف هتلر أثناء الخطاب الذي ألقاه في الرايخستاج ضد فرانكلين دي روزفلتالحادي عشر من ديسمبر في عام 1941.
[[:الملف: Bundesarchiv Bild 146-1972-025-12, Zerstörte Lagerbaracke nach dem 20.
Juli 1944.jpg
|thumb|| الثكنات العسكرية التي تم تدميرها والموجودة في مقر قيادة هتلر المعروف باسم 'Wolf's Lair "وكر الذئب"
بعد مؤامرة 20 يوليو من عام 1944 التي استهدفت اغتيال هتلر]]
العشرون
من مارس في عام 1945 (وهو التاريخ الذي عادةً ما يشار إليه على سبيل الخطأ
بالعشرين من شهر أبريل).هتلر يمنح وسام الصليب الحديدي لأعضاء المنظمة شبه
العسكرية "شباب هتلر" خارج قبوه.
وقد وضع إعلان هتلر الحرب على
الولايات المتحدة في الحادي عشر من ديسمبر في عام 1941 بعد أربعة أيام من قيام
الإمبراطورية اليابانية بالهجوم على ميناء بيرل هاربور في
هاواي،وبعد ستة أيام من اقتراب القوات النازية الألمانية من موسكو في مواجهة
ائتلاف ضم أكبر إمبراطورية في العالم ممثلة في (الإمبراطورية البريطانية)،
وأكبر قوة صناعية ومالية في العالم ممثلة في (الولايات المتحدة)، وأكبر
جيش في العالم ممثلاً في (الاتحاد السوفيتي).
وفي أواخر عام 1942، لحقت الهزيمة بالقوات الألمانية في
معركة العلمين الثانية ؛الأمر الذي وضع حدًا لمحاولة هتلر الاستيلاء على
قناة السويس والشرق الأوسط. وفي فبراير من عام 1943، انتهت
معركة ستالينجراد الهائلة بتدمير
الجيش السادس الألماني. وبعد ذلك، وقعت
معركة كورسكالهائلة. وأصبحت قرارات هتلر العسكرية غريبة الأطوار بشكل متزايد، وأخذ
الوضع العسكري والاقتصادي لألمانيا في التدهور. كذلك، تدهورت حالة هتلر
الصحية. فقد كانت يده اليسرى ترتجف. ويعتقد
ايان كيرشو الذي كتب السيرة الذاتية لهتلر وآخرون أن هتلر ربما يكون قد عانى من
مرض الشلل الرعاش.
[1] كما يشتبه في أن يكون
مرض الزهري سببًا في بعض الأعراض المرضية التي ظهرت على هتلر بالرغم من أن الدليل المتوافر على صحة هذا الاعتقاد ضعيف.
[1]ويعد اجتياح قوات الحلفاء لصقلية (
Operation Husky) (عملية هاسكي) في عام 1943، تم عزل موسوليني من قبل
بيترو بادوجليو الذي أعلن استسلامه لقوات الحلفاء. وطوال عامي 1943 و1935، كانت القوات السوفيتية تجبر جيوش هتلر على الانسحاب بكل ثبات على طول
الجبهة الشرقية. وفي السادس من يونيو من عام 1944، تمت عملية إنزال جيوش الحلفاء الغربيون في شمالي فرنسا في واحدة من أكبر العمليات
البرمائية التي حدثت في تاريخ العسكرية؛ وهي العملية التي تعرف باسم
Operation Overlord(عملية القائد الأعلى). وكان أصحاب الرؤية الواقعية في الجيش الألماني
يعرفون أن الهزيمة حتمية، وخطط البعض منهم لإقصاء هتلر عن السلطة. وفي
يوليو من عام 1944، قام
كلاوس فون شتاوفينبرج بزرع قنبلة في
مركز قيادة الفوهرر هتلر المعروف باسم
Wolfsschanze (وكر الذئب) في
Rastenburgولكن هتلر نجا من الموت بأعجوبة. وأصدر هتلر أوامره بالقيام بعملية انتقام
وحشية تم فيها تنفيذ حكم الإعدام في أكثر من أربعة آلاف وتسعمائة شخص؛
[1] الأمر الذي تم أحيانًا عن طريق
التجويع في
الحبس الانفرادي الذي يعقبه
التعرض البطئ للاختناق. وتم القضاء على حركة المقاومة الرئيسية بالرغم من أن بعض المجموعات المتفرقة الأصغر حجمًا استمرت في محاولاتها.
الهزيمة والموت المقال الرئيسي:
موت أدولف هتلروبحلول نهاية عام ، 1944 كان الجيش الأحمر قد أجبر الألمان على التراجع إلى أوروبا الوسطى، وكانت قوات
الحلفاء الغربيونتتقدم صوب ألمانيا. وأدرك هتلر أن ألمانيا قد خسرت الحرب، ولكنه لم يسمح
بالانسحاب. وتمنى هتلر أن يقوم بالتفاوض المنفرد من أجل السلام مع
الأمريكيين والبريطانيين؛ وهو الأمل الذي دعمه وفاة
فرانكلين دي روزفلت في الثاني عشر من أبريل من عام 1945.
[1][1][1][1]وسمح عناد هتلر واستخفافه بأخذ الحقائق العسكرية في الاعتبار باستمرار
الهولوكست. كما أصدر هتلر أوامره بالتدمير الكامل لكل البنية التحتية
الصناعية الألمانية قبل أن تقع في أيدي قوات الحلفاء. وقال أن فشل ألمانيا
في الفوز بالحرب أدى إلى خسارتها لحقها في البقاء.
[1] وهكذا، قرر هتلر أن الأمة بأسرها يجب أن تنتهي معه. وعهد هتلر بتنفيذ خطة
الأرض المحروقة (تدمير كل ما يمكن أن ينفع العدو قبل الانسحاب من الأرض) إلى وزير التسلح
ألبرت سبير الذي لم يطع أمر قائده.
وفي أبريل من عام 1945، هاجمت القوات السوفيتية ضواحي مدينة برلين.
ووجد هتلر نفسه في وضع يجبره فيه مطاردوه على الفرار إلى جبال بافاريا
ليتمكن من مواجهتهم في جولة أخيرة في
المعقل الوطني الذي لجأت إليه الفلول المتبقية من القوات. ولكن هتلر كان مصممًا على أن يعيش في عاصمة بلاده أو يهلك فيها.
وفي العشرين من أبريل، احتفل هتلر بعيد ميلاده السادس والخمسين في "قبو الفوهرر" (
Führerbunker ) الذي كان موجودًا أسفل
مستشارية الرايخ (
Reichskanzlei ). وقام قائد الحامية المحاصرة في "حصن بريسلو"
(Festung Breslau) الجنرال -
هيرمان نيهوف - بتوزيع الشيكولاتة على القوات المحاصرة احتفالاً بذكرى ميلاد القائد.
[1]وفي أبريل من عام 1945، استطاعت قوات
جورجي جوكوف؛ قوات جبهة روسيا البيضاءالأولى أن تخترق دفاعات الفرقة العسكرية Vistula التابعة لقوات الدفاع الألمانية بقيادة الجنرال
جوتهارد هاينريكي أثناء
معركة مرتفعات Seelow.
وكان
السوفيت في هذا الوقت يتقدمون صوب قبو هتلر دون مقاومة تذكر. ومتجاهلاً
الحقائق الواضحة، رأى هتلر أن الخلاص من ورطته قد يكون في الوحدات
المتداعية للسقوط بقيادة الجنرال
فليكس شتاينر. وأصبحت القوات التي يقودها شتاينر معروفة باسم
جيش شتاينر المستقل (
Armeeabteilung Steiner). ولكن، لم يكن "لجيش شتاينر المستقل" أي وجود إلا فوق الورق الذي تسطر
فوقه الخطط العسكرية. وقد كان هذا الجيش أكبر قليلاً من فيلق، ولكنه كان
أصغر من أن يطلق عليه جيش. وأصدر هتلر أوامره إلى شتاينر بمهاجمة الجناح
الشمالي من [[(Salient)المناطق التي ينجح فيهاالعدو (صاحب الأرض) في حصار
القوات التي اخترقت أراضيه من ثلاث جهات، وبذلك تشكل قوات العدو التي تكون
في المواجهة المباشرة للقوات المخترقة ما يعرف بالزاوية الداخلية أو زاوية
إعادة الدخول (re-entrant)، أما الجزء الذي تكون فيه القوات المخترقة سهلة
المنال بالنسبة للعدو فيسمى جيب (pocket).|الجزء البارز الضخم في الخط
الدفاعي الألماني]] الذي نجحت قوات جبهة روسيا البيضاء الأولى بقيادة
جوكوف في اختراقه. وفي هذه الأثناء، صدرت الأوامر إلى
الجيش
التاسع /0} الألماني - الذي كان قد أجبر على التحرك إلى جنوب الجزء الذي
نجحت قوات المعادية في اختراقه - بمهاجمة الشمال في هجوم يمكن وصفه بإنه هجوم كماشة.
وفي وقت لاحق في الحادي والعشرين من أبريل، أجرى هاينريكي اتصالاً مع
هانز كربس- قائد القيادة العليا للجيش (Oberkommando des Heeres or OKH) - ليخبره
أن خطة هتلر غير قابلة للتنفيذ. وطلب هاينريكي أن يتحدث إلى هتلر، ولكن
كربس أخبره أن هتلر مشغول للغاية ولا يستطيع أن يتلقى هذا الاتصال.
وفي الثاني والعشرين من أبريل، وأثناء واحدة من مؤتمراته العسكرية
الأخيرة قام هتلر بمقاطعة التقرير الذي كان يتلى عليه ليسأل عن مصير خطة
الجنرال شتاينر الهجومية. وكان الرد هو فترة من الصمت الطويل خيمت على
الاجتماع. وبعدها، أخبروه بإن الهجوم لم يتم تنفيذه وأن انسحاب وحدات
عديدة من جيش شتاينر من برلين – بناءً على أوامر هتلر – أدى إلى ضعف
الجبهة وبالتالي نجاح الروس في الدخول إلى برلين. عندها طلب هتلر من جميع
الحاضرين - عدا فيلهلم كايتل وهانز كربس
وألفريد يودل وفيلهلم برجدورف ومارتن بورمان – مغادرة غرفة الاجتماعات.
[1]ثم انفجر فيمن تبقى من حاضري الاجتماع بخطبة مسهبة وعنيفة منددًا بما
اعتبره خيانة متعمدة لأوامره وعدم كفاءة من جانب قادته. واختتم كلامه بأن
أقسم على أن يبقى في برلين على رأس القوات المدافعة عن المدينة، ثم يطلق
النار على نفسه بعد ذلك.
[1]وقبل أن ينتهي ذلك اليوم، وجد هتلر أن سبيل النجاة الوحيد أمامه يتمثل في تنفيذ خطة جديدة يستعين فيها بقوات
الجيش الثاني عشر بقيادة الجنرال
فالتر فنك.
[1]وكان الخطة تقتضي أن يقوم فنك بتحويل جيشه – الذي كان يواجه القوات
الأمريكية في الغرب حينها – إلى ناحية الشرق لتحرير برلين. وهكذا، يلتحم
الجيش الثاني عشر مع الجيش التاسع لاقتحام المدينة.
[1]وقام فنك بالفعل بالهجوم، وفي غمار الفوضى استطاع أن يقوم باتصال
مؤقت مع حامية بوتسدام. ولكن، لم ينجح بالمرة في الاتصال بالجيش التاسع -
كما كان مقررًا في الخطة أصلاً.
[1]وفي الثالث والعشرين من أبريل، ألقى جوزيف جوبلز بالبيان التالي أمام أهل برلين:
قالب:Bquoteوفي الثالث والعشرين من أبريل أيضًا، قام الرجل الثاني في حكومة الرايخ الثالث وقائد
القوات الجوية - هيرمان جورينج - بإرسال برقية من منطقة
Berchtesgadenفي بافاريا. وصرح فيها بأنه بعد أن تم حصار هتلر في برلين، فإنه يطالب
بتولي حكم ألمانيا خلفًا لهتلر الذي كان قد اختاره لتولي هذا المنصب خلفًا
له من قبل. وذكر جورينج فترة زمنية معينة يتم بعدها اعتبار هتلر غير مؤهل
للبقاء في الحكم.
[1]ورد هتلر - في حنق - بإصدار أوامره بالقبض على جورينج. وعندما كتب وصيته
في التاسع والعشرين من أبريل، أعفى جورينج من كل المناصب التي كان يتقلدها
في الحكومة.
[1][1][1]ومع إنقضاء يوم السابع والعشرين من شهر أبريل، كانت برلين قد انعزلت تمامًا عن باقي ألمانيا.
وفي الثامن والعشرين من أبريل، اكتشف هتلر أن قائد
وحدات النخبة النازية - هاينريش هيلمر - كان يحاول مناقشة شروط الاستسلام مع الحلفاء (عن طريق الدبلوماسي
السويدي كونت
فولك بيرنادوت).
[1] وأصدر هتلر أوامره بإلقاء القبض على هيلمر، كما أمر بإطلاق النار على نائب هيلمر في برلين -
هيرمان فيجلاين.
[1][1] غلاف واحدة من المجلات العسكرية الأمريكية التي تحمل اسم The Stars and Stripes في عددها الصادر في مايو من عام 1945
وفي مساء الثامن والعشرين من أبريل، صرح الجنرال فينك بأن جيشه الثاني
عشر قد تم إجباره على التراجع على طول جبهة القتال. وأضاف إنه لم يعد من
الممكن القيام بأية هجمات أخرى على برلين. ولم يبلغ الجنرال ألفريد يودل
(القائد الأعلى للجيش) هذه المعلومات إلى هانز كربس في برلين حتى وقت مبكر
من صباح يوم الثلاثين من أبريل.
وفي التاسع والعشرين من أبريل، كان كل من هانز كربس وفيلهلم برجدورف وجوزيف جوبلز ومارتن بورمان شهودًا على
وصية أدولف هتلر الأخيرة ووقعوا عليها.
[1] وقد أملى هتلر هذه الوثيقة على سكرتيرته الخاصة - تراودل يونج.
[1] وفي نفس اليوم، تم إبلاغ هتلر بأخبار وفاة الديكتاتور الإيطالي -
بينيتو موسوليني - العنيفة في الثامن والعشرين من أبريل؛ وهو الأمر الذي زاد من تصميمه أن يتجنب الوقوع في الأسر.
[1]وفي الثلاثين من أبريل من عام 1945، وبعد اشتباكات عنيفة انتقلت من
شارع إلى شارع في مدينة برلين، وبينما كانت القوات السوفيتية على بعد
تقاطع أو اثنين من مقر مستشارية الرايخ، قام هتلر بالانتحار بإطلاق النار
داخل فمه وهو يضع في فمه كبسولة سيانيد.
[1][1] وقد تم وضع جثة هتلر وجثة إيفا براون - عشيقته التي تزوجها في اليوم السابق لانتحاره - في حفرة صنعتها قنبلة،
[1][sup][url=http://www.marefa.org/index.php/%D8%A3%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%81_%D9%87%