وما تولتْ جنودُ الـعـراقِ | | وأسلم من كانَ في العسْكرِ |
حامَى زياد على قوْمِهِ | | وَفرَّ جُدَيُّ بني العنْبرِ |
تعني عطية بن عمرو. قلت أنا: قال مؤرج السدوسي وغيره: جحدر
هذا هو: ربيعة بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة. وأخبرنا ابن دريد، قال: أخبرنا أبو عثمان
الأشنانداني عن التوزي عن أبي عبيدة، قال: كان زياد بن مقاتل بن مسمع قتل أيام ابن
الأشعث فقامت بنته تبكيه في المربد فقالت:
حامى زيادٌ على قومه | | وَفرّ جُدَيُّ بني العنبرِ |
فسمع بذلك البلتع العنبري واسمه "المستنير" وقد
جاء بحلوبة له وهو واقف فقال:
فإن يَكُ عَضَّ أباكِ السلاح | | فقد يلحقُ الموتُ بالمدْبرِ |
وقد تَنْطَحُ تحتَ الغُـبـارِ | | غير الشَهيدِ ولا المعْـذَرِ |
حامىَ عطيَّةُ عن قومـه | | وطاحَ لواء بني جَحْـدَرِ |
كتب إلي أحمد بن عبد العزيز، أخبرنا عمر بن شبة، قال: كان
شيبان بن سيار صبرة بن حطان بن سيار بن عمرو الغفاري بخراسان، فجرح فحمي الماء،
فعطش يوماً فدب إلى قربة فشرب من مائها فمات، فقالت أخته درنا بنت سيار ترثيه
وأخاه عبعبة ابني سيار:
وقد زعموا أني جزعت عليهمـا | | وهل جزَعٌ إنْ قلت وا بأباهما? |
وهل جزعٌ إن قلتُ خيراً علمتـه | | وأثنيت ما قد أولياني كلاهـمـا |
هما أخوا في الحيِّ من لا أخا له | | إذا خافَ يوماً سورة فدعاهمـا |
هما يلبسانِ المجدَ أحسنَ لـبـسةٍ | | وما ظلما في المجد أهلي فداهما |
قال: وقالت: درنا وهي خلف مالك بن مسمع:
يا قوم كيف يلامُ مـن | | أودى على العرَّادِ نابُه |
وأخو عشيرته الـتـي | | عيَّتْ بحيلتهم خِطابُـه |
قلت أنا: وأبو العباس ثعلب يروي الأبيات الأربعة لامرأة من
بني تيم الله بن ثعلبة، وهي تجيء في موضوعها تامة إن شاء الله.
كتب إلي أحمد بن عبد العزيز، أخبرنا عمر بن شبة، قال: قالت امرأة من قيس بن ثعلبة،
كانت تعزل فتأكل من ثمن غزلها، فمدحت مغزلها:
رأيتُكَ بعدَ اللهِ تجبرُ فاقتـي | | إذا ضنَّ عنِّي الأقربون تعودُ |
دراهمُ بيضٌ ما تزال تفيدني | | وثوب إذا ما شئتُ منك جديدُ |
فلو كان لي عبد مُغلٌ مدحتُه | | فأنت على كسب المغلّ تزيدُ |
قلت أنا: وقد رويت هذه الأبيات لغير هذه المرأة.
يَتْمُ اللاَّت
بن ثعلبة بن عكابة
كتب إلي أحمد بن عبد العزيز، أخبرنا عمر بن شبة، وحدثني علي
ابن أبي منصور، قال: أخبرني أحمد بن أبي موسى البربري عن دعبل بن علي قالا: قالت
محياة بنت طليق، وقال عمر بن شبة وهي من بني تميم اللات. وقال دعبل: هي بدوية
ربعية تيمية وهي من شعراء الحجاز:
على ابنيْ مُجلٍ صوت ناعٍ أصمَّني | | فلا أبَ محبوراً بريدٌ نعـاهُـمـا |
قالا: ولأهل الحجاز أيضاً سلمى بن حارثة ربعية تيمية أعرابية
تقول:
أرى علمي لعمر أبيك )...( | | جديراً أن يبيت البطن طيّا |
فنـعـم الـمــرء )...( | | إذا هبت شـآمـية عـويّا |
أخبرني القاسم بن داود الكاتب، قال: حدثنا أبي الدنيا قال:
حدثنا الحسين بن عبد الرحمن، قال: قالت المحياة بتت طليق من بني تيم اللات بن
ثعلبة، وجاء العصبة يقتسمون دارها، فقالت وسمعت أصواتهم:
يا دعوةً ما دعوتي عامراً | | تالله لو يسمعُني لاستجابْ |
تالله لو يسمعُ دعـواهُـمُ | | لفلهُمْ عني بظفرٍ ونـابْ |
فرجعوا عنها ثم عادوا فقالت:
لقد بدِّلتْ دارُ الأحبة مـنـهـمُ | | موالي، منهم ملحَقونَ وتابـعُ |
فلو أنَّ داراً أعولتْ فقْدَ أهْلِهـا | | بكتْ دارنا والتجَّ منها المسامعُ |
فرجعوا، فمكثوا حيناً ثم عادوا، فقالت:
الدارُ تبكي أهلـهـا | | وبكاؤها شيءٌ عجيب |
فزعموا أنهم تركوها.
حدثنا علي بن سليمان الأخفش، قال: حدثنا أحمد بن يحيى ثعلب قال: قالت عمرة
الخثمعية من بني تيم اللات أو من بني تيم الله بن ثعلبة ترثي ابنين لها. قال
الأخفش: وأنشدنيه الأحول:
لقد زعموا أني جزعتُ عليها | | وهل جزع أنْ قلت وا بأباهما |
قال الأخفش تريد بأبي، فعوضت الألف من الياء، وهو شاذ قليل،
وأكثير ما يقع في النداء.
بُنَيا عجوزٍ حرَّم الدهـرُ أهـلـهـا | | فما إن لها إلاَّ الإلـه سـواهُـمـا |
هما أخوا في الحربِ من لا أخا له | | إذا خاف يوماً نبوةً فـدعـاهـمـا |
هما يلبسانِ المجدَ أحسَـنَ لِـبـسَةٍ | | شَحيحانِ ما اسطاعا عليه كلاهمـا |
إذا استغْنيا خبَّ الجميعُ إلـيهـمـا | | ولم ينْأ مِنْ نفعِ الصديق غِناهـمـا |
إذا افتقرا لم يجثما خشـية الـردى | | ولم يخشَ رُزأ منهما مولياهـمـا |
إذا نزلا الأرضَ المخوف بها الردى | | يخفِّضُ من جأشيْهما منصلاهمـا |
شهابانِ منـا أوقـدا ثـمّ أخـمـدا | | وكان سناً للمدلجينَ سـنـاهـمـا |
لقد ساءني أنْ عنَّستْ زوجتاهـمـا | | وأن عُريتْ بعد الوجى فرساهمـا |
ولن يلبث العرشان يُستَلُّ منهـمـا | | خيارُ الأواسي أن يميل غَماهـمـا |
ويروي: منها عظام الأواسي أن يزول ذراههما.
الأواسي: الأساسات، وذراهما: أعلاهما.
كتب إلي أحمد بن عبد العزيز، أخبرنا عمر بن شبة قال: قالت: حبيبة بنت عتيق من بني
تيم اللات بن ثعلبة، تبكي قومها وأفناهم الطاعون:
ألا إنّ عيني لم تَنَمْ لاعتلالها | | ولكن أوان جمدها واحتفالِها |
وحدثني علي بن أبي المنصور، قال: أخبرنا محمد بن موسى بن
حماد عن دعبل بن علي، قال: من أهل الكوفة حبيبة بنت عتيق ربعية تيمية قالت ترثي
قومها:
شيبان بن ثعلبة
بن عكابة بن صعب ابن علي بن بكر بن وائل
حدثني محمد بن إبراهيم الكاتب، قال: حدثنا أحمد بن عبيد بن
ناصح النحوي، قال: حدثنا الزباري، قال: حدثنا الشرقي بن قطامي، قال: قالت أخت
جساس، وهي امرأة كليب الذقتله جاس، وجاءت لتدخل إلى مأتم زوجها كليب. وكانت أخته
قد أقامت عليه مأتما فمنعها من الدخول وقالت: قتل أخوك أخي. فقالت أخت جساس.
وحدثني علي بن هارون، قال: حدثني عمي يحيى بن علي، قال: حدثني أبو هفان، قال:
قالت: جليلة بنت مرة بن ذهل بن شيبان امرأة كليب بن ربيعة:
يا ابنة الأقوام إن لـمـتِ فـلا | | تَعْجَلي اللوْم حتى تـسـألـي |
فإذا أنْـتِ تـبـينـت الـتـي | | عندَها اللوْم فلومي واعـذلـي |
إنْ تكن أختُ امرىء لِيمتْ على | | جَزَعٍ منها عليه فـافْـعَـلـي |
ويروى: ليمت على شفق منها.
فِعْلُ جسَّاسٍ على وجـدي بـه | | قاطعٌ ظهري ومُفْنٍ أجـلـي |
لو بعينٍ غَيرِ عَيْني أنـفـقـأت | | عيني اليمنى إذَنْ لـم أحْـفِـلِ |
أيْتَمَ المـجـدَ كـلـيب وحـدَه | | واستوى العالي معاً بالأسـفـل |
من لحكْمِ الناس في حَيْرَتـهـم | | وَقِرى الأضياف يوم الـبـزَّل |
ولإصـلاحٍ وإفـسـادٍ مـعـاً | | في صدى الرمح وَرِيّ المنصل |
جَلَّ عندي فِعْلُ جـسَّـاس فـيا | | حسرتي عما انجلت أو تنجلـي |
يا قتيلاً خـرَّبَ الـدهـرُ بـه | | سقفَ بيتي جميعـاً مِـنْ عَـل |
هَدَمَ البيتَ الذي استـحـدثـتُـه | | وبدا في هـدم بـيتـي الأول |
ورماني قتـلـه مـن كـثَـبٍ | | رميةَ المُصْمي به المستأصِـلِ |
يا نسائي دونـكـن الـيومَ قـد | | خصَّني الدهر بأمرٍ معـضِـلِ |
خصَّني قَتْلُ كلـيبٍ بـلـظـىً | | من ورائي ولظىً مستَقبِـلـي |
ليْسَ من يبكي ليومـيه كـمـن | | إنمـا يبـكـي لـيومٍ بـجـلِ |
دَرك الـثـائر شـافـيه وفـي | | دَرَكِ الثائرِ قتْلٌ مُـثْـكـلـي |
ليْتهُ كان دمي فـاحـتـلـبـوا | | بدلاً منه دماً مـن أكـحـلـي |
إنـنـي قـاتـلةٌ مـقـتـولةٌ | | ولعلَّ الـلـه أن يرتـاح لـي |
وجدت بخط حرمي بن أبي العلاء قال: محمد بن خلف بن المزربان:
بأن هذه الأبيات لفاطمة بنت ربيعة بنت الحارث بن مرة، أخت كليب ومهلهل ابني ربيعة
التغلبيين، ترثي أخاها كليباً، وقتله زوجها جساس.
أخبرنا إبراهيم بن محمد بن عرفة، قال: أخبرنا أحمد بن يحيى،
قال: أخبرنا سعدان بن المبارك عن أبي عبيدة، قال: لما كان يوم ذي قار نادت بنت
القرين الشيبانية:
وَيْهاً بني شيبانَ صفاً بعدَ صفْ | | إنْ تُهزَموا يُصبغوا فينا القلفْ |
حدثني أحمد بن عبد الله، وعبد الله بن يحيى العسكريان قالا:
حدثنا العنزي. قال:حدثنا عمر بن عبيدة، قال: حدثني مدرك بن عامر الحارثي، قال:
كانت امرأة من بني شيبان ناكحاً في بني يشكر، فخلت يوماً، فسمعها زوجها تقول:
أصبحت في آل الشقيق غريبةً | | عليَّ الذي لا عيبَ فيه معيبُ |
وأن زماناً ردّني في عشيرتي | | إلي، وإن لم أرْجُه لحـبـيبُ |
قال: فردها إلى قومها.
أخبرنا ابن دريد، قال: أخبرنا أحمد بن عيسى عن ابن أبي خالد عن الهيثم بن عدي،
قال: كان يزيد بن قرة الشيباني شديداً منيعاً، وكان يرى رأي الخوارج. ولم يكن يخشى
عمال العراق، فغاظ ذلك الحجاج وأبلغ إليه، فكتب عبد الملك " يخبره بذلك"
فكتب إليه: أن أحتل له، فإن قدرت عليه، فاضرب عنقه. فدعا الحجاج يزيد بن رويم
وجرير بن يزيد، فأكرمهما وأدناهما، وقال ليزيد: لك شرط العراق، ولجرير ديوان
الخرج، إن أنتما أتيتماني بيزيد بن قرة. فركبا جميعاً إلى يزيد فقالا له: إن
الأمير قد غضب عليك،وإنا نخاف أن ينال غضبه جميع قومك فاركب إليه قال: لا أفعل،
إنه إن نظر إلي قتلني. فقالا له: ما هو بفاعل- إن شاء الله- ولابد من أن تركب
معنا، فلبس ثياباً بيضاً وتهيأ للقتل وركب وخرج نساؤه حتى أتين باب الحجاج فلما
أدخل عليه، قال له الحجاج: أنت يزيد بن قرة? قال: نعم. قال: قتلني الله إن لم
أقتلك. قال: نشدتك الله أيها الأمير أن تقتلني، فإني قيم أربع وعشرين امرأة، ليس
لهن قيم سواي. قال: ومن يعلم ذلك? قال: هن بالباب. فأمر بإدخالهن، فكل واحدة تقول:
اقتلني ودعه. فيقول: من أنت? فتقول: عمته أو خالته أو بنته أو بنت أخ أو بنت أخت،
حتى اجتمعن بين يديه قياماً، فقالت ابنته:
أحجَّاجُ إما أن تمُن بـنـعـمةٍ | | علينا وإما أن تُقتلـنـا مـعـاً |
أحجاجُ كم تفجع به إن قتلـتـه | | ثماني عشر واثنتين وأربـعـا |
أحجاجُ لو تسمع بكاءَ نـسـائه | | وعماتِه يندبنه الليلَ أجمـعـا |
أحجاجُ من هذا يقومُ مقـامَـهُ | | علينا، فمهلاً لا تزدنا تَضَعْضعا |
أحجاجُ هَبْهُ اليومَ لـلـهِ وحـده | | وللباكيات الصارخات تفجُّعـا |
فرق لها الحجاج وبكى، وكتب في أمره إلى عبد الملك "يصف
ما جرى" فكتب إليه: إن كان حقاً فاعف عنه، وألحق عياله في العطاء، ففعل.
أخبرني محمد بن أبي الأزهر، قال: حدثنا محمد بن يزيد النحوي: أن جارية لهمام بن
مرة ذهل بن شيبان قالت له:
أهمَّامُ بن مرةَ حَنَّ قلـبـي | | إلى اللاتي يكنَّ مع الرجالِ |
قال: يا فساق أردت صفيحة ماضية، فقالت:
أهمَّامُ بن مرةَ حنَّ قلبـي | | إلى صلعاء مُشرِفةِ القذالِ |
قال: يا فجار! أردت بيضة حصينة ماضية، فقالت:
أهمَّامُ بن مرةَ حَنَّ قلبي | | إلى )...( أسُدُّ بهِ مبالي |
قال: فقتلها.
وحدثني محمد بن أحمد الكاتب، قال: حدثنا الحارس بن أبي أسامة، قال: كان رجل من
العرب، وكان له ثلاث بنات يأبى أن يزوجهن فعنسن في بيته، فشكت كل واحدة منهن إلى
صاحبتها شوقها إلى الرجال، فقالت الكبرى: أنا أكفيكن، فكتبت إلى أبيها:
أهمامُ بن مرة حن قلـبـي | | إلى اللاتي يكنَّ مع الرجال |
فاشترى لها سيفاً وبعث به إليها وقال: هذا يكون مع الرجال،
فقالت لها الوسطى: ما صنعت شيئاً فضيحتنا، ولكن أنا أخاطبه فكتبت إليه:
أهمام بن مرة حن قلبـي | | إلى صلعاء مشرفةِ القذالِ |
فاشترى لها بيضة وبعث بها إليها. فقالت الصغرى: قبحكن الله
ما صنعتن شيئاً ولكني سأصرح له فكتبت إليه:
أهمام بن مرة حنَّ قلبي | | إلى )...( أسدُّ به مبالي |
فزوجهن ثلاثتهن.
أخبرني أبو عبد الله الحكيمي، قال: حدثنا أبو أمية الخصيب،
قال: حدثنا شباب العصفري عن إسماعيل بن إبراهيم قال: حدثني عاصم بن الحدثان قال:
حدثني حبيب بن خدرة الهلالي قال: ما رأيت امرأة أشد كمدا ًمن امرأة بني شيبان، قتل
أبوها أخوها وزوجها وابنها وعماها وخالاها مع الضحاك بن قيس الخارجي في أيام مروان
بن محمد، فعاشت بعد قتل الضحاك بن قيس الخارجي في أيام مروان بن محمد، فعاشت بعد
قتل الضحاك فما رقأت لها عين، ولا رأيتها ضاحكة ولا مبتسمة وقالت:
من لقلبٍ شفَّه الـحـزَنُ | | ولنفسٍ ما لهـا سـكـنُ |
ظعنَ الأبرار فارتحلـوا | | خيرهم من معشرٍ ظعنوا |
معشرٌ قضَّوا نحوبـهـمُ | | كلّ ما قد قدَّموا حسـنُ |
صبروا عند السيوف فلـم | | ينكلوا عنها ولا جَبُـنـوا |
فتيةٌ باعوا نـفـوسَـهـمُ | | لا وربِّ البيت ما غبِنوا |
ابتغوا مرضـاةَ رَبِـهـم | | حين مات الدينُ والسنَـن |
فأصابَ القوم ما طلبـوا | | بعدما هَدَّتْهم الـفِـتَـن |
روى أبو تمام الطائي في الحماسة لامرأة من بني شيبان:
وقالوا: ماجداً منكم قتلـنـا | | كذاك الرمح يَكلف بالكريمِ |
بعين أباغَ قاسمنا المـنـايا | | فكانَ قسِيمها خيرَ القسـيمِ |
روى أحمد بن الحارث الخزاز عن المدائني: أن مليكة الشيبانية
قالت ترثي الضحاك بن قيس الخارجي وأصحابه:
قولـي مُـلـيك: عـلـيكِ بـالـصـبــرِ | | تسـتـوجـبـين فـضــائلَ الأجـــر |
قولي فإنكِ غير كاذبةٍ يا عدتي لنوائب الدَّهرِ | | |
أورَثتي كمداً يؤرقني | | وتـلـهُّـفـاً وحـرارةَ الـــصـــدرِ |
ومـرارةً فـــي الـــعـــيش دائمةً | | وحـرارةً كـحـرارةِ الـجَـــمْـــرِ |
ذهـبَ الـذي قـد كـانَ يأمـــرنـــا | | بالـخـير والـمـعـروفِ والـذِكـــر |
قال: وقالت ترثي أخاها:
مَنْ لجاراتكَ الضعافِ إذا حل بها نازلٌ من الحدثان? |
مَنْ لضيف ينتابُ في ظلمةِ الليلِ إذا مَلَّ منزل الضيفانِ? |
سوفَ أبكي عليكَ ما سمعت أذنايَ يوماً تلاوةَ الفرقان |
أينَ من يحفظ القرابة والصِهرَ ويؤتى لحاجةِ اللهفانِ? |
ويحوط المولى ويصطنع الخيرَ ويجزي الإحسانَ بالإحسانِ |
ويكفُّ الأذى ويبتذل المعروفَ سَمحَ اليدين سبط البنانِ |
قال: وقالت أيضاً ترثيه:
يا عَين جودي بالدموع بواكفٍ حتى المماتِ |
قولا لمن حضَر الحروب من النساء الشاريات |
أمسين بعد غضارةٍ ونعيم عيشٍ مثبتات |
من بعد عيشٍ ناعم صارتْ عظامهم رفاتِ |
وإذا المنيَّةُ أقبلتْ لم تغنْ أقوال الرُقاة |
كنت المؤمَّل والمرجى في الأمور المعضِلات |
كنت المؤامرَ والمؤازرَ والمطالِبَ للترات |
قال: وقالت أيضاً ترثي عمها:
أصَبرت عن عمي الذي | | قد كان بالمعروف آمرْ? |
أصَبرت عن عمي الذي | | كان المؤامرَ والمؤازِرْ? |
إخوانهُ النَفـر الـشـراةُ | | ذوو الفضيلة والبصـائرْ |
يا عم كنتَ لسان قَومِـك | | حين يجتمعُ المعـاشِـرْ |
فلأبْكِـينَّـك بـالـغـداة | | وبالأصائل والهـواجـرْ |
ولئن بكيت لـقـد رزئتُ | | بفارسٍ بطلٍ مـغـاورْ |
قال: ولها أيضاً ترثيه:
[center]
[table class="MsoNormalTable" dir="rtl" style="width: 79.72%; margin-left: 19.5pt;" width="79%" border="0" cellpadding="0"] [tr style=""] [td style="padding: 0.75pt; width: 47.14%;" width="47%" nowrap="nowrap"]
ما بال دمْعك يا مـلـيكَةُ جـارٍ
[/td] [td style="padding: 0.75pt; width: 3.92%;" width="3%"]
[/td] [td style="padding: 0.75pt; width: 47.14%;" width="47%" nowrap="nowrap"]
أم ما لقلبـك لا يَقـرُّ قـرار?
[/td] [/tr] [tr style=""] [td style="padding: 0.75pt; width: 47.14%;" width="47%" nowrap="nowrap"]
أم لنفسِك ليس يسكنُ حزْنـهـا
[/td] [td style="padding: 0.75pt; width: 3.92%;" width="3%"]
[/td] [td style="padding: 0.75pt; width: 47.14%;" width="47%" nowrap="nowrap"]
ليلاً، وليس نهارها بنـهـار?
[/td] [/tr] [tr style=""] [td style="padding: 0.75pt; width: 47.14%;" width="47%" nowrap="nowrap"]
جَزعاً على من كان يجمع شملنا
[/td] [td style="padding: 0.75pt; width: 3.92%;" width="3%"]
[/td] [td style="padding: 0.75pt; width: 47.14%;" width="47%" nowrap="nowrap"]
ونعِـدُّه لـنـوائب وعَـثَـار
[/td] [/tr] [tr style=""] [td style="padding: 0.75pt; width: 47.14%;" width="47%" nowrap="nowrap"]
لوْ كنت أملك دفع ذلك لم تكـن
[/td] [td style="padding: 0.75pt; width: 3.92%;" width="3%"]
[/td] [td style="padding: 0.75pt; width: 47.14%;" width="47%" nowrap="nowrap"]
يا عمِّ بين نـضـائدٍ وغُـبـار
[/td] [/tr] [tr style=""] [td style="padding: 0.75pt; width: 47.14%;" width="47%" nowrap="nowrap"]
ألقيتُ جلبابي لعِـظـم رزيتـي
[/td] [td style="padding: 0.75pt; width: 3.92%;" width="3%"]
[/td] [td style="padding: 0.75pt; width: 47.14%;" width="47%" nowrap="nowrap"]
وبرزْتُ سافرةً بغير خِـمـار
[/td] [/tr] [tr style=""] [td style="padding: 0.75pt; width: 47.14%;" width="47%" nowrap="nowrap"]
زُرت المقابر كي أسَلي عبرتي
[/td] [td style="padding: 0.75pt; width: 3.92%;" width="3%"]
[/td] [td style="padding: 0.75pt; width: 47.14%;" width="47%" nowrap="nowrap"]
هيهات ممن زرت بعْد مَـزار
[/td] [/tr] [tr style=""] [td style="padding: 0.75pt; width: 47.14%;" width="47%" nowrap="nowrap"]
فَلتبك نسوانُ الشُراةِ بـعـبـرةٍ
[/td] [td style="padding: 0.75pt; width: 3.92%;" width="3%"]
[/td] [td style="padding: 0.75pt; width: 47.14%;" width="47%" nowrap="nowrap"]
عند الحروب وكل كهل شاري
[/td] [/tr] [tr style=""] [td style="padding: 0.75pt; width: 47.14%;" width="47%" nowrap="nowrap"]
وليبكه المولى، وطالبُ حـاجةٍ
[/td] [td style="padding: 0.75pt; width: 3.92%;" width="3%"]
[/td] [td style="padding: 0.75pt; width: 47.14%;" width="47%" nowrap="nowrap"]
عند العِشاءِ، وكلُّ ضَيفٍ طاري
[/td] [/tr] [tr style=""] [td style="padding: 0.75pt; width: 47.14%;" width="47%" nowrap="nowrap"]
أين الذين إذا ذكرت فعـالـهـم
[/td] [td style="padding: 0.75pt; width: 3.92%;" width="3%"]
[/td] [td style="padding: 0.75pt; width: 47.14%;" width="47%" nowrap="nowrap"]
عرفوا بحسن عفافَةٍ ووقـارِ?
[/td] [/tr] [tr style=""] [td style="padding: 0.75pt; width: 47.14%;" width="47%" nowrap="nowrap"]
أين الذين إذا أتاهـم سـائلٌ
[/td] [td style="padding: 0.75pt; width: 3.92%;" width="3%"]
[/td] [td style="padding: 0.75pt; width: 47.14%;" width="47%" nowrap="nowrap"]
بذلوا له أموالهم بـيسـار?
[/td] [/tr] [tr style=""] [td style="padding: 0.75pt; width: 47.14%;" width="47%" nowrap="nowrap"]
أين الذين إذا ذكرنا دينـهـم
[/td] [td style="padding: 0.75pt; width: 3.92%;" width="3%"]
[/td] [td style="padding: 0.75pt; width: 47.14%
انتهى الموضوووووووووع