Admin Admin
عدد المساهمات : 462 تاريخ التسجيل : 19/02/2010
| موضوع: زبيدة بنت جعفر الثلاثاء مارس 09, 2010 2:22 am | |
| زبيدة بنت جعفر(…ـ 216هـ/ … ـ 831م) أم جعفر زبيدة بنت جعفر بن المنصور العباسية الهاشمية. زوجة هارون الرشيد،وبنت عمه، أصل أسمها«أم العزيز» أو «أمة العزيز» وزبيدة لقبها، وقيل إن جدّها المنصور هو الذي أطلقه عليها، كان يلاعبها وهي صغيرة وكانت أثيرة لديه، ولشدّة بياضها كان يناديها زبيده وقد غلب اللقب على إسمها وبه عرفت، وإليها تنسب «عين زبيدة» بمكة.وُصفت بأنها ذات حسن وجمال فائقين وهي متديَنة تحب الخير وأعمال البَر والصدقات, وقال عنها ابن تغري بردي: «أعظم نساء عصرها، ديناً وأصلاً وجمالاً ومعروفاً».تزوجها هارون الرشيد في بغداد عام 165هـ وأنفق على زواجه منها خمسة وخمسين ألف درهم، وكانت أحبَ الناس إليه، وكان للسيدة زبيدة أثر كبير في تطور أزياء النساء في عصرها وإدخال الكثير من التغييرات عليها، ويعزى إليها اتخاذ المناطق والنعال المرصَعة بالجواهر، وكانت تشرف على شراء ملابسها بنفسها. وقامت بأعمال تفوق مقدرة الملوك كاصطناعها بساطاً من الديباج جمع صور كل الحيوانات والطيور التي نسجت من خيوط الذهب وأعينها من الياقوت، إضافة إلى قباب من الفضة موشاة بالديباج وغير ذلك.كان لها قطيعة بمحلة بغداد عند باب التين وهو الموضع الذي فيه مشهد موسى الكاظم بن جعفر الصادق (ت183هـ/ 799م) بين دار الرقيق وباب خراسان، وفيها الزبيدية التي كان يسكنها خدم أم جعفر وحشمها، ومع هذا كانت تحب العلم ومن كتابها علي بن داود البغدادي، وهو من أهل الحكمة وله الكثير من المؤلفات.ولزبيدة الكثير من أعمال الخير، فقد أقامت المصانع والبرك والآبار على الطريق بين بغداد ومكة خدمة لحجاج بيت الله الحرام. وعندما حجّت عام 186هـ وأدركت ما يعانيه أهل مكة من المشّاق في الحصول على ماء الشرب، دعت خازن أموالها وأمرته أن يجمع المهندسين والعمال من أنحاء البلاد وأستطاعوا أن يوصلوا المياه من منابعها في الجبال وخاصة «عين حنين»، وأرسلوا الماء منها تحت الصخور حتى تغلغل إلى الحرمّ وبذلك وصل الماء إلى مكة، ولا يزال يجري إليها حتى اليوم، ويُعزى إليها قولها لخازن أموالها: «اعمل ولو كلفتك ضربة الفأس ديناراً»، ومما أشيع عنها إنها أنفقت في رحلة الحج في ستين يوماً خمسين ألف ألف درهم.كانت تجد على البرامكة إذ كانت تظّن أن الرشيد قد عهد إلى إبنه المأمون من دون الأمين بتأثير يحيى البرمكي. واستطاعت بما تتمتع به من نفوذ أن تجعل ولدها الأمين ولياً للعهد مع العلم إنه أصغر من المأمون. وربما ساعدها على ذلك وقوف الهاشميين إلى جانبها وميلهم إلى أن تكون ولاية العهد للأمين. وقد عقد له الرشيد ولاية عهد المسلمين وله من العمر خمس سنين وقد ساهم عيسى بن جعفر والفضل بن يحيى في إنجاز الأمر.وفي أثناء الخلاف بين الأمين والمأمون كان لزبيدة دور اتَّسم بالعقلانية؛ فمن وصيتهالعلي بن عيسى قائد الجيش وهو في طريقه لملاقاه المأمون، إذا ظهر عليه أن لا يجبهه بالكلام وألا يقسره على شيء ولا يوهنه بقيد، ولا يمنع عنه جارية أو خادم، ولا يعنفّ عليه في السير، وألا يساويه في المسير، ولا يركب قبله، وان يأخذ بركابه. ودفعت إليه قيداً من الفضة وقالت له: «إن صار إليك فقيده بهذا القيد». وبعد مقتل الأمين جاءت إلى المأمون تهنئه بالخلافة ومما قالته: «هنأت نفسي بها عنك قبل أن أراك ولئن كنت فقدت ابناً خليفةً لقد عوضت عنه ابناً خليفة لم ألده، وما خسر من اعتاض مثلك ولا ثكلت أمّ ملأت يدها منك. وأنا أسأل الله أجراً على ما أخذ وإمتاعاً بما عوّض». وعند زفاف المأمون على بوران بنت الحسن بن سهل (ت271هـ/ 884م) كانت زبيدة ضمن من حضروا وهي التي ألبستها البدلة اللؤلؤية الأموية.وقد أفرد لها المأمون قصراً في دار الخلافة وأقام لها الوصائف والخدم وحافظ على ثروتها. أمضت بقية حياتها في بغداد وتوفيت فيها. | |
|