Admin Admin
عدد المساهمات : 462 تاريخ التسجيل : 19/02/2010
| موضوع: خِداشُ بنُ زُهيرٍ العامري الإثنين مارس 08, 2010 7:41 am | |
| خِداشُ بنُ زُهيرٍ العامري خداش بن زهير بن ربيعة بن عمرو ابن عامر بن صَعْصَعة، الشاعر الجاهلي الفارس. لم تأت كتب الأدب والتراجم على ذكر سنة ميلاده ولا سنة وفاته، والمرجح أنه مات قبل أن يدرك الإسلام.إلا أ ن اسمه ظهر أول ما ظهر في يوم «نخلة» وهو أول أيام حروب الفجار الأخير: أيام العرب في الجاهلية[ر]، وفيه افتخر بانتصار قومه، وعيِّر قريشاً بالهزيمة، وتهكم بها مسمَياً إياها «سَخينة» وهي نوع من الحساء كانت تتخذه قريش في الجاهلية عند اشتداد الزمان وتعاظم الجدب فيقول :يا شـَـدة ما شددنا غير كاذبةعلى سَخينة لولا البيتُ والحرمُإلا أن خداشاً، مع قوة اعتزازه بقبيلته، وتغنيه بانتصاراتها، وشماتته بهزائم أعدائها، أبت عليه شهامته إلا أن يعترف لقريش وأحلافها بالقوة، ويقر لها بالثبات، ويشهد لها بحسن البلاء، على الرغم من حملاته الهجائية الممضة التي كان يشنها عليها لتمكن العداوة القبلية بين الطرفين، فها هو ذا يصف انتصار القرشيين في إحدى المعارك على بني عامر فيقول:أتتنا قريـش حافـلين بجمعهمعليهم من الرحمن واقٍ وناصرُوكانت قريش يفلق الصخرَ حـدُّهاإذا أوهن الناسَ الجدودُ العواثـرُوكانت قريـش لو ظهرنا عليهمُشفاءً لما في الصدر والبغضُ ظاهرُومثل هذه القصائد كانت تسمى عند العرب بالمُنْصِـفات.ثم كان لخداش في الحروب شأن مرموق في الفروسية، وصوت مسموع في الشعر. وكان جد أبيه عمرو بن عامر يلقب بفارس الضحياء، والضحياء اسم فرسه، فكان خداش كثير الإشادة به في شعره والتغني بمكارمه، فنراه يعتز بانتسابه إليه، ويدعوه أ باه على عادة العرب في تسمية الجد أباً أنشد:أبي فارس الضحياء عمرو بن عامرأبى الذمَّ واختار الوفاء على الغدرِوقد كان من حق خداش أن يفاخر بنفسه و بقبيلته عامر بن صعصعة وبانتمائه إليها، إذ كان لها في الجاهلية مكانة عالية ومنزلة رفيعة واستقلال متين، حتى إنها لم تَدِن لغيرها من القبائل العربية. وكان فيها عدد كبير من الأشراف، ومن سادة العرب ورؤسائهم، و نخبة من الشعراء والفرسان، نذكر منهم: عوف بن الأحوص، ومعاوية بن مالك الذي كان يلقب بمعوِّد الحكماء، ويزيد بن الصَّعِق وغيرهم. أما موطنها فكان في نجد وأعالي الحجاز، ثم نزحت بطون منها إلى جهات اليمن، ووصلت عشائر و أرهاط أخرى إلى تهامة، فاستقرت في بعض جهاتها وأجزائها. ومع أن خداش بن زهير كان يصرف جل شعره إلى الحماسة ووصف الحروب والوقائع، وشجاعة المحاربين،وما ينجم عن ذلك من كوارث وويلات، وما يعتري النفوس من شتى المشاعر والانفعالات، فقد كان يخوض فيما كان يخوض فيه الشعراء الجاهليون من موضوعات الفخر والمدح ووصف الخمر والديار والطبيعة والحيوان، ويعرض صورا ً فنية، ولوحات رائعة قوية التأثير، هيأ لها كل ما يغنيها من عناصر الزمان أو المكان أو الصوت أو الحركة أو اللون، فإذا نحن أمام تصوير حي مثير يمتزج فيه إبداع المخيلة الشعرية بأمانة النقل التفصيلي للمشاهد والأحداث.وكذلك لم يخل شعره من بعض الأبيات التي قد ذهبت مذهب الحكمة، وسارت مسير الأمثال، من ذلك قوله:ولن أكون كمن ألقى رحالتهعلى الحمار وخلَّى صهوة الفرسِوتكاد تتناصر آراء القدماء في النظرة الفنية إلى شعر خداش، فقد عده الأصمعي من فحول الشعراء. وجعله ابن سلام في «طبقات فحول الشعراء « في أول الطبقة الخامسة من فحول الشعراء الجاهليين، ووصفه ابن قتيبة في « الشعر والشعراء» بأنه من الشعراء المجيدين، وذهب أبو عمرو بن العلاء إلى أنه « أشعر في قريحة الشعر من لبيد، وأبى الناس إلا تقدمة لبيد». والمعروف أن خداشاً يلتقي نسبه بنسب لبيد عند ربيعة بن عامر بن صعصعة، فهو ابن عمه. كما جعله أبو زيد القرشي في» جمهرة أشعار العرب « واحداً من أصحاب المجمهرات التي تلي المعلقات في مرتبتها الفنية، وأثبت له قصيدة من أربعة وعشرين بيتاً.أما ديوانه فقد أشار النديم في «الفهرست» إلى أن أول من جمع شعر خداش بن زهير هو أبو سعيد السكري، إلا أن ديوانه هذا لا يزال مفقوداً مع ما فقد من دواوين الشعراء القدامى، إلى أن تجرد نفر من المحققين الباحثين في العصر الحديث لجمع ما تناثر من شعره في كتب الأدب والتراجم، فظهر عام 1982 كتاب «أشعار العامريين الجاهليين» لعبد الكريم يعقوب، ومن جملتها أشعار خداش. ثم نشر رضوان محمد حسين النجار عام 1404هـ ما جمعه من شعر خداش بن زهير العامري. ثم ظهر عام 1986م كتاب «شعر خداش بن زهير العامري» ليحيى الجبوري. | |
|